سيد ابو اليزيد
30 يونيو.. اعادت شمسك الذهبي
قبل أن نذكر نتائج ثورة 30 يونيو وأبرزها عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو وتسليم السلطة للمستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا وتعديل دستور 2012 بصدور الدستور الجديد في 2014 وتنصيب الشعب واختياره عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية في انتخابات رئاسية نزيهة وشفافه..
ومع مرور 5 سنوات من اندلاع الثورة والاحتفال خلال أيام بذكراها والتي يراها قطاع عريض من المواطنين أنها خمسة وخمسين في عيون الحاقدين والموتورين واعداء الوطن.. كان لابد من رصد الاسباب التي أدت لاندلاعها للاستفادة من دروسها عبر تاريخ الشعوب..
بالتأكيد خروج الملايين من محافظات مصر وفي مقدمتهم "حزب الكنبة" كما يطلق عليه البعض في 30 يونيه من عام 2013 من منازلهم للتمرد والتخلص من حكم الاخوان بسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي وإسقاط حكم المرشد واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. لم يأت من فراغ.. بل كان الهدف عودة الشمس الذهبي لمصر من جديد خاصة بعد سلسلة من الاخطاء الفادحة التي ارتكبها النظام الاخواني في حق الدولة حيث اصبحت مؤسسات الدولة في خطر بعد مرور عام من توليهم مقاليد السلطة وبعد أن نجحوا في خلال 8 أشهر فقط زرع كوادرهم ومن ينتمون لجماعتهم داخل 20 وزارة للسيطرة علي مفاصل الدولة بجانب تعيين 8 من وزراء و5 محافظين من التابعين لهم بالاضافة إلي 8 قيادتهم في مؤسسة الرئاسة..
وعندما استشعر الشعب نوايا واحلام الاخوان في تحقيق حلم الخلافة وإقصائهم عن المشاركة في الحياة السياسية لم يجدوا سبيلاً سوي الخروج عليهم خاصة بعد أن تم التعدي علي السلطة القضائية متمثلاً ذلك في عدم احترام الاخوان لاحكام القضاء وتم العفو عن إرهابيين وسجناء بقرار رئاسي فضلاً عن افتعال ازمات متتالية مع السلطة القضائية بدات بإقصاء النائب العام واصدار مرسي لاعلانات دستورية تمس القضاء والحريات العامة.
¼ واندلاع شرارة 30 يونيو لم يأت من فراع بل جاءت نتيجة الممارسات الخاطئة والممنهجة للنظام الإخواني في بث روح الكراهية والفرقة بين ابناء الوطن والفشل في توحيد القوي الثورية والمدنية والسياسية والعمل علي تغليب مبدأ المغالبة!!.
¼كما كشفت أزمة سد النهضة الاثيوبي وغباء ادارة الاخوان في التعامل مع ملف أزمة مياه النيل خاصة بعد فضيحة اذاعة الاجتماعي الرئاسي للتعامل مع هذا الملف علي الهواء مباشرة مما أسهم في نشوب أزمة دبلوماسية وتوتر في العلاقات مع الجانب الأثيوبي.
¼ ولا أحد يتصور مدي الضرر الذي وقع علي الدولة قبل 30 يونيو من تدهور سياستها الخارجية وضياع هيبتها بعكس ما يحدث حالياً وكل ذلك لم يكن بعيداً عن فهم المواطن البسيط واستشعاره ايضا لسلسلة الأزمات التي عاني منها ومن بينها أزمة العجز في توفير البنزين وأنابيب البوتاجاز والكهرباء.
¼ وتلاحم الشعب مع الإعلاميين للتصدي لاعداء الوطن خاصة واقعة محاصر أنصار الاخوان لمدينة الانتاج الإعلامي والتهديد باقتحامها ومحاولة اختراق ماسبيرو وبزرع عناصرهم داخل الاذاعة والتليفزيون في اطار السعي لاخونة المؤسسات الصحفية والاعلامية وملاحقة الاعلاميين المعارضين.
¼ واليوم.. وقد اصبح لنا كيان من بفضل تضحيات الشهداء لابد من الحرص ما حققناه من مكتسبات ولا ننساق وراء الدعوات الهدامة التي يسعي لها اصحاب النفوس المريضة للتأثير علي اصحاب النفوس الضعيفة لارتكاب حماقات في حق الوطن حيث انهم يستكثرون علينا نعمة الأن والأمان والاستقرار التي نتمتع بها حالياً.