اليوم السابع
محمد الدسوقى رشدى
موسم الهجوم على صلاح برعاية أهل الفشل
لا توجد معلومات دقيقة حول ما يحدث داخل بعثة المنتخب المصرى فى كأس العالم، لا أحد على وجه اليقين يعلم ما يدور فى روسيا، ربما تكون التفاصيل أخطر مما ينبغى وأجلت بعض العقول الهادئة ظهورها والتحقيق فيها لما بعد الانتهاء من المشاركة فى المونديال خوفا على وضع المنتخب وصورة مصر كدولة مشاركة فى واحدة من أهم الفعاليات العالمية.


الصورة التى ظهرت عليها البعثة المصرية فى كأس العالم تظللها الفوضى ويسيطر عليها الارتباك والغموض، مما يجعل فتح ملف التحقيق مع اتحاد الكرة ضرورة لا يمكن التكاسل ولا التهرب منها، لأن صورة مصر أغلى وأثمن من أن يشوهها مجموعة هواة أو أهل مصالح وإن كان أهل السبق فى الدنيا قد أخبرونا بأن «كل جواب بيبان من عنوانه»، فلا حاجة إلى تفاصيل كثيرة فى هذه المرحلة كى تخبرنا بأن عنوان «جواب» البعثة المصرية فى روسيا هو الفوضى والارتباك، وإعلاء المصالح الخاصة وعمليات البيزنس والسبوبة فوق مصلحة مصر ومنتخبها.

المشكلة لم تكن هناك فى روسيا فقط، بل تمددت ذيولها حتى وصلت إلى القاهرة على هيئة هجوم غريب وعجيب على نجم المنتخب المصرى محمد صلاح بلا مبرر أو سبب واضح أو معلومات دقيقة، أكثر المتشائمين لم يكن يتخيل أن يسمع إعلاميا مصريا يهاجم محمد صلاح بشراسة ويتهمه فى وطنيته ويشكك فى انتمائه لوطنه، ولم يكن يتصور أن يحدث ذلك قبل ساعات من مباراة مهمة لمنتخب مصر فى كأس العالم، ولكن سيد على فعلها، كما عادة من غابت عنهم أضواء الاهتمام فقرر أن يبيع صلاح ويربك منتخب وطنه بحثا عن بؤرة يعود منها إلى النور مرة أخرى حتى لو تم ذلك على جثة محمد صلاح وصورة منتخب مصر فى روسيا.

عبر قناة لا ملامح لها، يباع هواؤها لمن يدفع، ظهر الأستاذ سيد على مهاجما محمد صلاح متهما إياه فى وطنيته، بسبب خبر نشرته cnn استنادا إلى مصدر لم يذكر اسمه حول تفكير صلاح فى اعتزال اللعب دوليا بسبب تصرفات اتحاد الكرة فى روسيا، لم يمارس الأستاذ سيد على مهمته كإعلامى وصحفى فى تدقيق الخبر والتأكد منه، لم يتواصل مع البعثة أو الاتحاد أو صلاح كى يؤكد الخبر أو ينفيه، لم يذكر مثلا أن صلاح وبعضا من أعضاء البعثة كذبوا هذه المعلومات، فقط انطلق ليهاجم صلاح ويشكك فى وطنيته، وأنه لم يقدم شيئا لوطنه ومصر أكبر من أى حد، صحيح لا أحد مهما كانت صفته أو شخصه أكبر من مصر، ولكن مصر أيضا لا تقبل بالتشكيك فى وطنية أبنائها خاصة هؤلاء الذين يخدمونها ويرفعون صورتها.

الأستاذ سيد على، «ابن المشروع الإسلامى»، لم ننس أنه قال ذلك عن نفسه فى زمن الإخوان، هاجم صلاح دون أن يستند إلى معلومة مؤكدة وأشار إلى أن صلاح لم يقدم شيئا لوطنه، وهنا تصبح وقفة التأمل واجبة.

محمد صلاح تبرع بملايين لصندوق تحيا مصر، ويواصل العمل الخيرى فى محافظة الغربية، ويغير شكل قريته بمساعدات شهرية مستمرة، بينما لم نسمع أن الأستاذ سيد على أو قناة الحدث ورجال أعمالها وملاكها قد فعلوا ذلك أو أقل منه.

صلاح طالما فعلها وكان سببا فى سعادة المصريين «وخلى أهل مصر يناموا فرحانين» فى كثير من الأيام، بينما الأستاذ سيد ومن مثله كانوا سببا فى نوم المصريين مقهورين من الحال الذى وصل إليه إعلام وصحافة مصر بسبب أدائهم المخيب للآمال.

وإن كان صلاح سببا فى معرفة الملايين اسم مصر وفخر ملايين العرب بمصر، فقد كانت النخبة التى ينتمى إليها الأستاذ سيد بتلونها من عصر إلى عصر سببا فى ترحم ملايين العرب والمصريين على حال أهل الإعلام والفكر فى القاهرة، وإن كان صلاح سببا من أسباب وصول المنتخب إلى كأس العالم بعد غياب دام 28 عاما، ليست مفاجأة إن اعترفنا أن نخبة الأستاذ سيد كانت سببا فى سحب كأس الريادة الإعلامية من القاهرة بسبب فشلهم فى تطوير الأداء الإعلامى وسقوطهم فى فخ الأداء التقليدى المحمل بأعباء مصالحهم الخاصة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف