جلال دويدار
خواطر - أمريكا تتخلي عن المبادئ لصالح انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان
خواطر
عار علي الولايات المتحدة دولة القطب الواحد تبنيها الفاضح لانتهاكات حقوق الانسان المتمثلة فيما تقوم به اسرئيل ضد الفلسطينيين العزل. ليس هذا فحسب وإنما يضاف إليه ما تمارسه طائرات وقوات الحلف الذي تقوده في سوريا من جرائم قتل وتدمير ورعاية وتمويل للتنظيمات الإرهابية. رغم كل هذا السجل الفاجر من العدوان علي حقوق الانسان فإن مسئوليها الذين يخاصمون الخجل وكل القيم الاخلاقية والانسانية قرروا الانسحاب من المجلس الدولي لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة.
إنهم أعلنوا بواسطة مندوبتهم في الأمم المتحدة الصهيونية »هايلي» ببجاحة يحسدون عليها أنهم يقدمون علي هذه الخطوة لأن هذا المجلس لا يقوم بمسئولياته!! توجيه هذا الاتهام للمجلس ليس له من سبب سوي أن هذا المجلس التزم بما هو منوط به اخلاقيا وانسانيا عند رفض الضغوط الأمريكية وقرر إدانة الأعمال المخالفة لكل القيم المنافية لحقوق الانسان التي تقوم بها اسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين. إن الجبروت والغرور والتسلط الأمريكي الذي تفرضه علي مجلس الأمن باستخدام الفيتو لتحقيق هذا الهدف لم يفلح مع مجلس حقوق الانسان.
إن سياسة واشنطن ليس إلا استمرارا للتناقضات والادعاءات الكاذبة لتبرير وقوفها ودعمها لكل ما هو ضد حقوق الانسان والقوانين والمواثيق الدولية. إن كل ما تقوم به وللاسف ليس له من مبرر سوي أنه لأجل عيون إسرائيل دولة الاحتلال الوحيدة في العالم. إن دولة القطب الواحد قررت أن يكون هذا الكيان العدواني المتمرد علي قرارات الشرعية الدولية استنادا إلي حمايتها.. أيقونة لأبشع انتهاكات حقوق الانسان في العالم. هذا السلوك يتمثل في عدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الذي اغتيلت أرضه وانسانيته ورفضها أن يستعيد جزءا من وطنه لاقامة دولته وممارسة حياته مثل كل شعوب العالم.
إن واشنطن ووفقا لحقوق الانسان التي تريدها مناقضة لكل مبادئ حقوق الانسان المتعارف عليها دوليا تري أن ما تقوم به اسرائيل من جرائم بشعة ترتعد لها الابدان ضد الفلسطينيين ليست انتهاكا لحقوق الانسان. في نفس الوقت تعتبر دفاع الفسطينيين عن حريتهم وحقوقهم المشروعة والمتواضعة جرائم كبري لأنها موجهة ضد المحتل الاسرائيلي الذي يحظي بحمايتها. هل هذا عدل؟ وهل هذا سلوك حضاري يرضي الله الذي يرفض الظلم والطغيان؟
إن انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الانسان ما هو إلا نسف لكل القيم والمبادئ التي تضمنها دستور استقلالها. كل هذا لصالح النزعات العدوانية للصهيونية العالمية. إن ما اقدمت عليه سبق أن تكرر أيضا فيما يتعلق بعضويتها في منظمة اليونسكو أحد روافد الأمم المتحدة المعنية بالحفاظ علي التراث الحضاري العالمي والقيم الثقافية . جاء ذلك أيضا بسبب أن هذه المنظمة عارضت ما تقوم به اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة لطمس معالم التراث الانساني والديني.
هذا التناقض الفاجر الذي تتسم به ممارسات السياسة الامريكية أصبح عنوانا لكل الكوارث والمشاكل التي يعاني منها العالم. إن المحور الأساسي لتحريكها هي الصهيونية العالمية التي استمرأت الهيمنة والتسلط علي شعوب العالم من خلال الطغيان الأمريكي. إن من يقفون وراء هذه الاستراتيجية ينسون أن ما يقومون به لا يرضي الله عز وجل وإن يومهم سيأتي »وان ربك لبالمرصاد».. إنه عز وجل يمهل ولا يهمل.