عبد الله البقالى
إفريقيا قادمة.. هل يسمحون لهـا بالعبـــور ؟
كان الحديث عن القارة السمراء، إلي حدود الأمس القريب،مرفوقًا بالفساد والحروب والتخلف والمجاعة والفقر، وما شابه ذلك من عبارات حاطة من كرامة المواطن الإفريقي. وكان كل ذلك الحديث، يجد مشروعيته في أنظمة الحكم الفاسدة وفي حالة التشرذم والتطاحن، التي توجد عليها العديد من الأقطار الإفريقية، وفيما استنزفته القوي الغربية الغاشمة أثناء استعمارها بالقوة من خيرات أقطار إفريقية كثيرة. لكن قد يكون أضحي اليوم من الواجب ومن الحتمي، إدخال رزمة من التعديلات علي التعابير أثناء الحديث عن قارة صاعدة اقتصاديا وواعدة تنمويا.
لم يعد ممكنا الحديث اليوم عن المجاعة في دولة إثيوبيا، بتلك الصورة النمطية، التي جعلت من هذه الظاهرة الإنسانية، موضوع تنكيت في هذا القطر، بعدما نجحت إثيوبيا في تحقيق أحد أعلي معدلات النمو الاقتصادي في العالم خلال سنة 2017. ولم يعد خافيا أن الاقتصاديات في كثير من الدول الإفريقية ازدادت قوة وصلابة وتنمو بشكل لافت، وتكفي الإشارة في هذا الصدد إلي أن المنطقة الشرقية من القارة السمراء، أضحت ثاني أسرع منطقة في العالم، من حيث النمو بعد منطقة شرق آسيا، ولنا أن نعاين أن دولا مثل إثيوبيا وكينيا وغانا والكوت ديفوار وتنزانيا وجيبوتي ورواندا وأوغندا، حققت خلال السنة الفارطة معدلات نمو قياسية لم تقل عن 6 بالمائة، وتجاوزت لدي بعضها 8بالمائة كما هو عليه الحال بالنسبة لإثيوبيا، وأن تقارير دولية متخصصة، تشير إلي أنه ضمن العشر دول، التي حققت أعلي معدلات النمو في العالم توجد ست منها في القارة الإفريقية، وهي التي ذكرناها سابقا. ولنا أن نسجل أن دولا إفريقية صاعدة، حققت معدلات نمو بصفة متواصلة، خلال السنتين الماضيتين،حيث تفوقت علي مثيلاتها في كبريات اقتصاديات العالم، كما هو الشأن بالنسبة للصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول الاتحاد الاوروبي، والأهم من كل ذلك، أن البنك الإفريقي للتنمية، يتوقع في تقرير له حول الآفاق الاقتصادية لإفريقيا في سنة 2018، استمرار ارتفاع معدلات النمو لدول منطقة شرق آسيا، لينتقل من معدل عام يناهز 5،6 بالمائة إلي 9،5 بالمائة قبل أن ينتقل سنة 2019 إلي 6،1 بالمائة.
ما الذي يساعد علي فهم ما يجري من تناقضات عميقة وجذرية في قارة سمراء موغلة في مظاهر التخلف في كثير من أجزائها، وكيف نجحت بعض أقطارها في الانفلات من قبضة هذه الكوابح المعيقة لأية تنمية منشودة ولأي تغيير منتظر ؟.
• نقيب الصحفيين المغاربة