الأهرام
شريف عابدين
فى المواجهة محنة مجتمع
الخناقة التى نشبت الأسبوع الماضى بين الفنانين ورواد مواقع التواصل الاجتماعى على خلفية توجه وفد من أهل الفن إلى روسيا لدعم المنتخب،تمثل قمة جبل جليد من الاضطراب والتشابك بين فئات المجتمع الذى يمكن بمنتهى الأريحية وصفه بأنه مجتمع يعيش محنة كبرى !

ظهر الاندهاش الممزوج بالألم فى تصريحات الفنانين الذين أصيبوا بالفزع تحت وابل من الاتهامات الغاضبة بأنهم وراء تردى نتائج المنتخب، وإخراج اللاعبين من تركيزهم،لدرجة أن أحدهم قال إنه لم يكن يتصور هذا القدر من الكراهية للفنانين الذين لطالما قدموا الإبداع والترفيه لجمهورهم الذى لم يكن هو الآخر يضن عليهم بالتقدير المعنوى والمادي،فماذا حدث؟

ماحدث أنه منذ 25يناير 2011 لم تعد مصر كما كانت قبل هذا التاريخ،توارت الضوابط التى تحكم العلاقة بين الطبقات الاجتماعية بفعل حالة عدم الاستقرار التى واكبت ثورة يناير وما تخللتها من صراعات سياسية واجتماعية اخترقت حالة الجمود التى عاشها المجتمع طوال 30 عاما،وساعد بزوغ دور مواقع التواصل الاجتماعى فى ترسيخ حالة الاشتباك العنيف بين الطبقات،وهى حالة فاقمتها الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم قدرة الطبقتين الدنيا والمتوسطة على تحمل المزيد من آلام الإصلاح الاقتصادي.

معظم من وجه الاتهامات للفنانين باختراق معسكر المنتخب لالتقاط الصور مع اللاعبين يعلمون أن ذلك لم يحدث بالصورة التى تؤثر على إعداد اللاعبين، وأن وراء الفشل الكروى أسبابا أخرى،لكن هؤلاء تمسكوا باتهاماتهم تحت تأثير حالة من الحقد الطبقى ضد فئة متهمة بأنها تجنى الأموال الطائلة ولا تشعر بمعاناة الفقير بل تستمتع بأموال دافع الضرائب.

انظر أيضا إلى حالة السجال بين الطبقات،فالفقراء متهمون بأنهم لا يرغبون فى العمل ويتوالدون دون حساب ويريدون أن يعيشوا عالة على المجتمع.أما الطبقة الوسطى فهى متهمة بالتشبث بمجاراة الأغنياء فى الحياة الرغدة رغم التصدع الذى أصاب تلك الطبقة تحت وطأة الإصلاح،ويرد المنتمون إليها بأنهم يدفعون الضرائب رغم أنهم لا يحظون بالدعم الحكومى فى السكن والتعليم والصحة ويستحقون أن يعيشوا فى مستوى يليق بقدر احتراقهم فى دوامة العمل.أما طبقة الأغنياء فهى متهمة بإدارة ظهرها للجميع !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف