الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. ومازال المشوار طويلا!
فى رحاب الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو وبعد أن جرت من تحت جسور النهر مياه كثيرة علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا محددا هو: هل الصورة اليوم تختلف عما كانت عليه قبل 30 يونيو 2013.. والجواب على الفور ودون تردد: نعم اختلفت الصورة بعد إزاحة الفاشية الدينية عن سدة الحكم.. وأيضا اختلفت الصورة تماما بزوال كل مظاهر الفوضى والتسيب والاقتراب من الحسم النهائى للحرب ضد الإرهاب.

نعم كل شيء فى مصر الآن يختلف عما كان عليه الحال قبل 30 يونيو باستثناء ما بقى من فكر وعقيدة الجماعة وأزلامها الذين مازالوا يعيشون أسرى للماضى ويقاومون خطوات التطور نحو مستقبل جديد لمصر ومحاولة إنكار الحقائق الناشئة على أرض الواقع بفضل الدوران الهائل لعجلة الإنتاج والتنمية وتجديد المرافق ومد الطرق وبناء الجسور وتحديث شبكات الكهرباء العملاقة.

فى مصر الآن وبرغم قسوة الإجراءات الاقتصادية كأحد الاستحقاقات الحتمية لعملية الإصلاح الجذرى والشامل تتسع مساحة الوعى وتتعمق جذور الفهم لمتطلبات مرحلة جديدة تتأهب فيها مصر للذهاب إلى واقع متطور ومنفتح يرتقى إلى مستوى القدرة على القيام بدورها كدولة محورية.

وليس معنى ذلك أننا بلغنا درجة الكمال أو أننا بتنا خلوا من الأخطاء والمشكلات فالحقيقة أنه مازال أمامنا مشوار طويل لتقليل الأخطاء وتجنب العثرات وإزاحة العوائق لكى تكون السنوات الخمس المقبلة هى سنوات الجنى والحصاد لثمار الأشجار التى زرعناها فى السنوات الخمس الفائتة متمثلة فى إعادة تشغيل المصانع وزيادة الرقعة الزراعية وتوفير المساكن اللائقة وتغطية كل محافظات الوطن بالمدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.. وإذا فعلنا ذلك فلن نكون بعيدين عن حلم امتلاك قوة الإنتاج التى هى أساس وركيزة القوة لأى وطن.

خير الكلام:

<< ما أسهل الكلام عن الأوهام وما أصعبه عن الواقع!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف