الجمهورية
صلاح عطية
30 يونيه .. ثورة مستمرة تصنع المستقبل
كفَّرت جماعة الإخوان الإرهابية كل المصريين.. واعتبروا أنفسهم هم فقط المسلمون.. أما نحن ــ في رأيهم ــ فكفار.. ولم تكن كتاباتهم ولا تعاليم مرشدهم. الذي جعلوه نبياً فوق الأنبياء. هي فقط التي تجزم بهذا. وإنما أكده أيضاً سيدهم وقطبهم. الذي قاد فكر التكفير. واعتبر أن كل المسلمين يعيشون في عصر الجاهلية.. وبالتالي فهم ليسوا بمسلمين.. ليس في مصر فحسب. وإنما في كل العالم.
وقد أكد قادة الإخوان هذا في تصريحاتهم قبل استيلائهم علي حكم مصر. وبعد أن استولوا عليه.
* المؤسف أنهم قالوا هذا علناً.. ولم يتقدم أحد ليرد من مصر ما أعلنوه عن كفر أبنائها.. والجاسوس والعميل والخائن محمد مرسي. ذكر في خطبتين له أثناء فترة الترشيح أن الإخوان "ستعيد فتح مصر".. ذكر ذلك في خطاب له في المحلة الكبري. قائلاً بالنص: "سنعيد فتح مصر".. ثم عاد وكرر نفس الكلمات في خطاب له من مسجد عمرو بن العاص.. وفي هذا ما فيه من دلالات لم تكن لتخفَي علي أحد.. ولكن هذه الكلمات الجازمة بتكفير كل مصر إلا الإخوان.. لم تُثر انتباه أحد.. ومرت دون تعقيب أو تعليق.. رغم أنها تشير صراحة إلي أن الإخوان يعتبرون شعب مصر كافراً.. وأن الإسلام بعد لم يدخله منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.. وهم يجيئون لإعادة فتح هذا البلد المؤمن. الذي حمي الإسلام وحمي القرآن وحمي لغة القرآن.
وخلال حكمهم الأسود لم يتوانوا عن تأكيد هذا القول.. وخلال جلسة مذاعة للبرلمان وقف قطبهم المحامي صبحي صالح يقول في المجلس: إن الإسلام وجد في مصر عام 1928.. وهذا كلام واضح وصريح أن مصر قبل سنة تكوين جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928 لم يكن بها مسلمون.. وأن المسلمين وُجِدُوا فقط بعد إنشاء هذه الجماعة الإرهابية العميلة والخائنة.
وقد سمعت كلمات صبحي صالح هذه مذاعة علي تليفزيون مصر.. ولم أر أحداً في ذلك المجلس يقف ليعترض علي كلماته.. أو يطلب حذفها من مضبطة الجلسة.. وهكذا وثَّقُوا رسمياً اتهامهم لشعب مصر بالكفر.. وأخرجوه من الإسلام.
والخائن والجاسوس والعميل محمد مرسي الذي زورت له الانتخابات جماعة الإخوان الإرهابية. سواء بالبطاقات التي ضبطت مطبوعة لحسابهم بالمطابع الأميرية.. أو بمنع الناخبين الأقباط في صعيد مصر من مغادرة قراهم للإدلاء بأصواتهم.. أو بتوزيعهم أقلام الحبر علي الناخبين. وهي التي تنمحي الكتابة بها بعد فترة.. ليتولي عملاؤهم في لجان الفرز التصويت لمرسي علي أوراق الناخبين التي تبخر حبرها.. إلي آخر وسائل التزوير والتهديد لمنع التصويت. أو التهديد "بحرق البلد" إذا لم يفز مرسي.. هذا الخائن العميل. أغفل في أول خطاب له بعد الانتخابات كل تاريخ مصر قبل عام 1928.. تحدث فقط عن العشرينيات. ثم انطلق ليتحدث عن "الستينيات" ويقول عن "الستينيات.. وما أدراك ما الستينيات".. وقد شرفت بالرد عليه في كتابين لي صدر أولهما بعد ثلاثة أسابيع من توليه الرئاسة.. كنت قد أعددت فصوله ليصدر مع الذكري الستين لثورة يوليو.. وكان بعنوان "يوليو.. ثورة أم انقلاب؟!".. وقد أفردت فصلين في هذا الكتاب للرد علي كلماته "الستينيات.. وما أدراك ما الستينيات" ثم تابعت الرد عليه وعلي جماعته في كتاب ثان صدر بعد شهر من هذا الكتاب. في أغسطس 2012.. تحت عنوان "ضد التيار". وكنت أعني بذلك. ضد التيار. الذي أتي بحكم الإخوان الأسود إلي مصر.
عُدت بذاكرتي إلي هذا كله مع اقتراب يوم 30 يونيه.. هذا اليوم الخالد في تاريخ مصر.. بل في تاريخ أمتها العربية والإسلامية.. والعالم كله.. بعد أن أوقفت مصر بثورتها في 30 يونيه. المؤامرة التي كانت تستهدف مصر في المقام الأول. ومن ثم باقي أمتها العربية.. وأفسدت المخطط الإجرامي.. وإن كانت حلقاته مازالت تنسج في دوائر التآمر علي مصر والعالم العربي.. وفي الدول المتواطئة. والمشاركة في هذا المخطط.
وكما كانت أيام حكمهم الأسود وبالاً علي مصر وشعبها.. فإنها أيضاً كانت خيراً وبركة لمستقبل مصر الذي استطاع شعبها بفضل هذا الحكم الأسود أن يكتشف الوجه الحقيقي لهذه الجماعة الإرهابية الخائنة والعميلة.. وهكذا أراد اللَّه أن تكون فترة العام الأسود.. فترة كاشفة لهذه الجماعة. ولتاريخها الملطخ بالدماء.. ليس في مصر فحسب.. وإنما في كل أنحاء الوطن العربي.
ولأن ثورة 30 يونيه أنهت هذا الحكم الأسود.. وأنهت إلي الأبد أي وجود لهذه الجماعة الإرهابية الخائنة.. فإن حربها ضد مصر لم تتوقف منذ فرَّ قياديوها إلي بُلدان الإيواء.. خاصة قطر وتركيا.. وتتصاعد كل يوم ثورات هذه الجماعة الخائنة.. وتسلط أبواقها الدعائية من قطر وتركيا وكذلك كتائبها الإلكترونية داخل مصر وخارجها لتشن حرباً شعواء ضد مصر وشعبها ورئيسها.. ومعمل الشائعات والأخبار المكذوبة لا يتوقف عن إطلاق الأكاذيب والشائعات.. وهم الآن ينتهزون الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسي. التي ستقود مصر بإذن اللَّه إلي الخروج نهائياً من عنق الزجاجة.. والخروج إلي آفاق أرحب.. وتحقيق الإصلاحات التي يتوق إليها الشعب. خاصة في مجالات التعليم والصحة. فضلاً عن الاقتصاد. وينتهزون بداية هذه الولاية التي ستقضي عليهم إلي الأبد. لكي يصعدوا من هجماتهم ضد مصر ورئيسها. ويستغلون المعاناة التي نعيشها جميعاً مع الدواء المر للإصلاح الاقتصادي. لكي يحاولوا تأليب بعض أفراد الطبقات الكادحة ضد بلدهم ورئيسهم.. ولكن هذا الشعب الصامد والصابر. يدرك أن تحقيق النجاح في خطة الإصلاح الاقتصادي. يتطلب بالضرورة الصبر علي الإجراءات التي أدت إلي رفع الأسعار. مؤمناً بأن الأمر في النهاية سوف يقودنا إلي ما نرجوه لهذا الوطن من نجاح وازدهار.. حمي اللَّه مصر.. ورعي شعبها.. ووفق قائدها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف