حالة الغصب والثورة التي اجتاحت الشارع الكروي تجد ما تبررها في ظل نتائج منتخبنا الوطني الأول المخيبة للآمال في مونديال روسيا والأمر لا يتعلق بالنتائج والخسائر المتتالية وغير المنطقية بقدر تعلقه بحالة التراخي واللامبالاة لدي اللاعبين والجهاز الفني ومن قبلهم مجموعة القائمين علي المنتخب إداريا وتنظيميا.
المغرب خسرت وتونس خسرت وحتي السعودية خسرت . ولكن تبقي حالة الرضا التي ارتسمت علي وجوه الجماهير في البلدان الثلاثة حيال المنتخبات بعد أن أدي كل منهم ما عليه وأظهر اللاعبون من الجدية والإصرار ما يشفع لهم لدي محبي المستديرة في كل مكان أما نحن فتسابق نجومنا في استفزاز الآخرين تارة بأمور فرعية قليلة الأهمية . وأخري بالمطالبة بمزايا مالية لا حدود لها . وثالثة بحاجة ماسة إلي الهدوء والمعاملة الخاصة ورابعة بالرد القاسي والغريب علي كل نقد أو انتقاد حتي إذا تحلي بالموضوعية . وكأنهم صاروا أبعد ما يكون عن هذه السهام كغيرهم من نجوم المستديرة حول العالم.
نعم.. كان الحال سيتغير بالطبع إذا أبدي أي منهم حرصا علي الصالح العام وتمثيل الكرة المصرية كما يجب وليس التفكير في الصالح الشخصي فقط وما ينتظره من مجد وخطوات تالية بعيدا عن المنتخب ومطباته المختلفة ..
لم نكن لنتعلق بالتأهل للأدوار النهائية أو المنافسة . ولكننا انتظرنا حماسا وروحا تليق بحجم المتاعب والتحديات التي تكبدها جمهورنا . وحالة الطوارئ المعلنة في كل بيت وتجمع انتظارا للظهور الأول للفراعنة في كأس العالم . ولكن الصدمة كانت كبيرة وقاسية . ووقف الجميع خلفها ولا أستثني منهم أحدا.
لذلك كان لابد من وقفة جادة وحاسمة وحازمة مع الجميع . نتصفح فيها الملفات سويا ليأخذ كل صاحب حق حقه كاملا وينال المقصر الجزاء المناسب . وليعلم رجل الشارع العادي ما جري ممن تعلق بهم علي مدار شهور طويلة حرصنا فيها علي الصمت حفاظا علي النسبة الضئيلة من الأمل . وتوجهنا بالدعاء لله أن يخيب ظننا ويحقق منتخبنا ما لم نحلم به طوال الفترة الماضية.. حان وقت الحساب.