المصريون
رضا محمد طه
ذروة اليأس
أكيد لا يقول "بلد عايزة الحرق" إلا إذا وصل به الحال لقمة اليأس والإحباط، ومن قائلها، وهو من هو، فهذه العبارة هي ما إختتم به الكاتب المعروف "وحيد حامد" مقاله "الفساد يحكم" في المصري اليوم أمس الثلاثاء، وكان يتحدث عن إستحواذ مسئول كبير في إدارة مستشفي سرطان الأطفال 57357 لمبني مدرسة بالسيدة زينب في الوقت الذي فيه المنطقة في أشد وأمس الحاجة لمباني مدرسية كي تستوعب الأعداد الكبيرة علي قائمة الإنتظار كي يجدوا مكان لهم وفرصة للتعليم، علما وكما يقول وحيد حامد أن فكرة بيع المدرسة للمشتسفي قد تم رفضها من قبلمرات ومرات، لكن الوساطة والعلاقات والتربيطات والشللية وتبادل المنافع علي حساب المال العام، وغيرها من الأمراض التي إبتلينا بها والسبب تشتيت وبعثرة مجهوداتنا والخلل في أولوياتنا وفي النهاية تأخرنا.


بالرغم من بعض الجهود المبذولة لمحاربة الفساد، إلا أنه في بعض الأحوال نلاحظ غياب الجدية والتنسيق والتعاون بين جميع المؤسسات المسئولة عن تلك الحملات، أو قد تكون بطيئة في أو تكاد تختفي في إدارات أومؤسسات معينة، علي سبيل المثال الفساد الكبير في إتحاد الكرة، والذي بدأت التلميحات والإتهامات تطال الكثير من القائمين علي إدراة هذا الإتحاد. ولا يفوتنا في هذا السياق أن من أشار أو كشف عن ملف سرقة الملابس الخاصة بالمنتخب وإتحاد كرة القدم وأشار بالإسم علي الفاعل وكما هو معروف أنه لاعب كرة سابق شهير ويحتل مركز هام بإتحاد الكرة وكذلك يحظي بحضور ومساحة كبيرة في الفضائيات والاعلام، هذا الذي كشف عن السرقات وما يحدث من فساد في أروقة الإتحاد وتحت المناضد وفي الخفاء، بالتاكيد قد أصابه الإحباط والندم الشديد، بل قد يكون وصل به الحال لكراهية نفسه واللحظة التي فكر فيها في هذا الفعل والإبلاغ عن السرقات، وذلك عندما يشاهد المتهمين بالسرقة وأصحاب هذا الفعل الذي بالتأكيد ينتقص من شرف وأخلاق الإنسان، لكن عندما يراه وهو برفقة بعثة المنتخب ويتصرف في روسيا بأريحية منتفخ الصدر، ويضحك مليء شدقيه حتي في المواقف التي من المفروض أن يزعل فيها الجميع علي هزيمة منتخب بلاده، وكما لو أنه يخرج لسانه لم كشف عن الفساد قائلاً "ياعبيط إبقي خلي ضميرك والمباديء والقيم تنفعك".


هل نحن حقاً نحب أنفسنا ونحب بعضنا ونحب بلدنا؟ أم نعاكس ونخذل بعضنا البعض كما جاء في الأغنية التي غنتها "ريهام عبد الحكيم" للشاعرة "نور عبدالله" في فيلم عسل إسود: يا بلد معاندة نفسها.....يا كل حاجة وعكسها.....إزاي وأنا صبري إنتهي، لسه بشوف فيكي أمل!!!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف