المصرى اليوم
ياسر أيوب
صلاح المفترى عليه
لست ممن يتعاملون مع محمد صلاح باعتباره صاحب قداسة أو صاحب فضيلة، وإنما أراه دائما إنسانا يصيب ويخطئ.. نجم كبير له مشاعره ومزاياه وعيوبه وأخطاؤه أيضا.. وكل نجاحات صلاح الحقيقية فى أوروبا وما قدمه لمصر وأهلها من اهتمام واحترام ليس أبدا مبررا لأن يخطئ محمد صلاح أو يسىء إلى مصر ولا يكترث بمنتخبها وجماهيرها وأحلامهم.. ولكن السؤال الحقيقى الآن هو هل أخطأ محمد صلاح بالفعل فى حق مصر؟.. هل تعالى صلاح على المنتخب فى المونديال ولم يبذل الجهد أو يقدم الأداء المنتظر منه وبالشكل الذى يراه به العالم مع نادى ليفربول؟.. فالبعض بدأ يوجه مثل هذه الاتهامات بالفعل إلى صلاح ودون أى أدلة أو شواهد!..
فالثابت أن صلاح لم يقل أى شىء ضد مصر واتحادها ومنتخبها.. وكل من تتاح له فرصة قراءة الصحف الإنجليزية هذه الأيام سيدرك بسهولة أن صلاح يستطيع أن يقلب الدنيا باعتباره نجما عالميا ينتظر منه الإعلام الإنجليزى والأوروبى والأمريكى أيضا أى كلمة حتى ينشرها ويحللها.. لكن صلاح التزم الصمت تماما رغم كل ما عانى منه وشاهده وعايشه.. فقبل المونديال بقليل كان صلاح أحد لاعبى ليفربول الذين سافروا إلى أوكرانيا للمشاركة فى نهائى دورى أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.. وبالتأكيد كان معسكر ليفربول فى أوكرانيا صارما جدا ومغلق الأبواب بلا زوجات وأقارب وضيوف ونجوم وأصدقاء ورعاة وباعة تذاكر وهواة شهرة وتصوير.. وسافر صلاح مع المنتخب المصرى ليعيش أجواء أخرى مختلفة تماما.. ولا يمكننى هنا الدفاع عن صلاح لو كان صحيحا ما قيل أنه اصطحب معه شقيقه فى فندق المنتخب رغم أنه لم يكن ليجرؤ على القيام بذلك فى أى من معسكرات ليفربول قبل المباريات الحاسمة.. كما أن أسلوب الأداء الفنى للمنتخب المصرى بقيادة كوبر الخائف والعاجز كان عاملا إضافيا فى إحباط صلاح.. فلم يكن صلاح ليتألق مع فريق كل أهدافه هو ألا يصاب مرماه بأهداف.. لا هجوم أو انطلاق ومغامرة والرغبة فى الإبداع الكروى الحقيقى.. ثم كان الاختيار الغريب من الأساس للإقامة فى عاصمة الشيشان التى كانت قبل المونديال بفترة طويلة ساحة للحرب غير المباشرة والمعلنة بين روسيا والغرب!!.. ورغم كل ذلك لعب صلاح رغم عدم اكتمال شفائه وحاول واجتهد كأى مصرى يحب بلاده ولا يبخل عليها بجهد وحلم وعطاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف