الأهرام
أيمن المهدى
بالمصرى .. كأس «العالم التانية»!
خلال الأيام القليلة الماضية «خلصت» الناس كل الكلام عن خروجنا المهين من كأس العالم وتكرار ما يعرف بصفر المونديال!، وعشنا فترة من لطم الخدود والمطالبة بمحاكمة الجميع وتحميل الكل المسئولية، ولم يعد لديَّ ولا لدى غيرى أى طاقة للمزيد من الكلام وحرق الدم؟!.

..لكن فى الحقيقة ،أن النجاح لم يكن يوما محصورا فى الرياضة فقط أو فى كرة القدم بالتحديد، فالشعوب المتقهقرة نفسيا وإنتاجيا واداريا وسياسيا، تعيش حالة من «الإسقاط» النفسى فى ميادين الكرة بالذات وهى الميادين التى يمكن أن تحقق فيها هذه الشعوب بعضا من آمالها والتى تفشل فى تحقيقها فى ميادين أهم وأبقى مثل العلم والاقتصاد، والتنمية والثقافة!.

نحن فى حاجة إلى تغيير المفاهيم والإجابة عن السؤال، هل يجوز أن تتحول الرياضة أو كرة القدم بالتحديد إلى عنصر ارتباك فى حياة الناس معها ينسون الدنيا وقت الفرح وبها يملأونها سوادا وقت الإخفاق؟!.كرة القدم هى صناعة واستثمار ومتعة، ونادرا ما تمسها السياسة فى بلاد العالم «التانية» أما فى مصر فهى فهلوة، وصراع، واستنفار، وسياسة طول الوقت؟!.

الناس فى أوروبا والدول المتقدمة تجعل من كرة القدم، ترفيها، وعاملا مساعدا لمتعة أكثر فى «الويك اند» أما عندنا فهى نزال معارك داخل الملعب وخارجه، وسط مدرجات خالية من المشجعين خوفا من الشغب والكلام فى السياسة؟!. بالأخلاق، وتكافؤ الفرص، والعدالة وحسن الإدارة وإبعادها بعيدا بعيدا عن السياسة!...مصر بلد يحتاج إلى من يرتب أوراق قوته، ويضع كل شيء فى نصابه، مصر بلد كبير وعظيم، فمتى نعرف جميعا ذلك؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف