مرسى عطا الله
كل يوم 30 يونيو.. وشخصية البطل!
لا أظن أنه بمقدور أحد اليوم أن يتجاهل حجم وقيمة ما أنجزته ثورة 30 يونيو منذ أن فجرها شعب مصر العظيم قبل 5 سنوات حيث أثبتت الأيام ومجريات الأحداث أن هذه الثورة لم تكن مجرد ثورة إنقاذ لمصر وشعبها وإنما هى شيء أوسع وأشمل وأعمق من ذلك بكثير، حيث امتدت أثارها الإيجابية لكى توقظ الشعوب العربية من غفلتها وتساعدها على استعادة قدرتها لصد واحتواء مخطط نشر الفوضى لتفكيك دول المنطقة تحت رايات كذوبة باسم الربيع العربى المشئوم! ورغم أن هذه الثورة لم ترتدى أى عباءة مذهبية أو فئوية أو طائفية واكتفت فقط برفع رايات الخلاص من الفاشية الدينية واستعادة الهوية الوطنية المصرية إلا أن زخمها امتد على طول الأرض العربية كقوة تاريخية محركة لتطلعات الشعوب نحو الحداثة والتقدم والخروج من قمقم الأفكار البالية خصوصا تلك التى سعت لقرون طويلة من أجل استخدام وتوظيف الدين بعيدا عن أهدافه ومقاصده الروحية والدنيوية.
لقد كانت ثورة 30 يونيو بمعطياتها التلقائية إيذانا بنهاية مرحلة الألم والمعاناة وبداية مرحلة من الأمل والرجاء باتجاه وقف مظاهر الفوضى التى انتشرت فى معظم البلدان العربية إلى الحد الذى جعل الظلام الدامس مظهرا وعنوانا للحياة فى العراق وسوريا واليمن وليبيا لكى يستمر تدفق الدماء أنهارا وتسود ثقافة قطع الرؤوس وتعليقها فى الميادين حتى ترتعب قوى الاستنارة ويتواصل مسلسل النزوح الجماعى باتجاه معسكرات الإيواء فى شتى أصقاع الأرض.
إن انتصار ثورة 30 يونيو فى مصر كان هو الخطوة الأولى التى فتحت الطريق أمام بدء مسيرة استعادة الأمن والاستقرار فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، حيث أصبحت المسألة مسألة وقت فقط بعد أن تراجع خطر التنظيمات الإرهابية المدعومة إقليميا ودوليا.. وأظن أنه من واجب الشعوب العربية أن تقدم الشكر فى هذه المناسبة للشعب المصرى وللرجل الذى التقط إشارة شعبه وتقدم الصفوف نيابة عنها يوم 3 يوليو ومازال حتى اليوم صامدا فى وجه العواصف والأخطار الداخلية والإقليمية والخارجية، وليس موقفه الصلب الأخير دفاعا عن القضية الفلسطينية سوى عنوان بارز من عناوين شخصية عبد الفتاح السيسى بطل هذا اليوم المجيد.. يوم 30 يونيو.
خير الكلام:
<< ليست البطولة أن تحمل سيفا ولكن البطولة أن تملك ضميرا!