الوطن
عادل نعمان
يا «صلاح» سيبك مننا
ياصلاح سيبك مننا وشوف مصلحتك ومستقبلك ، عد الى غربتك ،إلى بلاد نجحت وتفوقت فيها ، دون مجاملات أو وساطة أو محسوبية أو فساد ، فكان حبهم لك صافيا نقيا ، ليس بسبب دينك أو مصريتك بل لنجاحك وتفوقك واخلاقك ، دون سطوة أو نفوذ او هيمنة كذابة ، ليس في هذه البلاد مافينا من السوء ، وليس فينا مافيهم من الفضائل ، وهذا سر نجاحهم وتفوقهم ، وفشلنا وخيبتنا ،لايتركون شيئا للصدفة أو الدعاء ، كل شئ مدروس وبقدر ، وكل شئ عندنا عشوائى ومتروك للقدر ، والفارق كبير بين الدقة والصدفة ، بين العلم والعمل والركون الى الغيب والدعاء . نحن قوم نحرق وندمر كل مانحب ونشتهى فى لحظة ، ندوس عليه بعنف دون تفكير أو تأخير ، نفرح إذا جاءتنا هديه من السماء على جناح طائر ، دون جهد أو عرق ، حتى إذا تمكنا منها وملكناها وأستحوذنا عليها دمرناها وأستعبدناها وخنقناها ، وأصبحنا جميعا لها مستشارون وكراما وحافظون ، طيبون فى لحظة قساة فى الأخرى ، بين طرفة عين واخرى تتذوق منهم طيب الحديث وأخبثه ، يرفعونك فى الاولى على الأكتاف فى لحظة حتى تسعد بهم وتنتشى ، وفى الثانية يطيحون بك ويهيلون التراب، تعودوا أن يفضحوا ويجرسوا من كان يوما فى الحضن وعلى الحجر . نحن ياولدى نظل خلف الناجح حتى يحمل حماره على كتفيه ويرحل زهقا وضيقا ، او يترك لنا الجمل وحماره وماحملا الى غير رجعة ، هؤلاء هم اهلينا وعشيرتنا وعشيرتك ، فلا إستحسنوا من جحا ركوبه الحمار خلف إبنه ، وقالوا : ليس فى قلبهما رحمة بالحمار ، ولاباركوا ركوبه وترجل إبنه ،وقالوا : لايرحم الأب ابنه ، ولا وافقوا الإبن حين اعتلى الحمار وسار اباه وقالوا : إبن عاق و بلا ادب ولايرحم أباه فى الكبر ، حتى زهقا وحملا الحمار ، نحن قوم ياولدى لن نرضى حتى يرفع الجميع الحمير على الأكتاف ،ثم ينادى المنادى ، هذا هو الجنون !! .إفلت ياولدى" وخليك " بصحبة قوم متوازنون ، يعرفون الفارق بين حقهم عليك ،وحقك على نفسك ، ويعرفون الفارق بين إلتزامات اللاعب الدولى واللاعب المحلى ، وقبول دعوات الرؤساء أو رفضها دون موقف سياسى ، فما يقوم به دكتور مجدى يعقوب من إنقاذ لاطفال اثيوبيا عمل إنسانى مقبول عالميا لاعلاقة له بالخلاف بيننا ، وهذا هو السمو ، فربما يكون يوما جزءا مساعدا فى الحل ، وفى تغيير الإتجاه الشعبى العام ، فلا غضاضة فى قبول صلاح دعوة رىيس الشيشان ، الحكم على الأمور السياسية لايكون من مصاطب الحارات والأزقة ، بل هو تقييم لموقف عام ، و لابد من إحترام قرار صاحب الشأن وملابساته وظروفه . هؤلاء قوم يزنون أمورهم بميزان المصالح والمكاسب ليس غير . قوم يقفون خلف الفاشل حتى ينجح ، حتى لو ركب هو وإبنه حمارا واحدا ، أتوا لهما بحمار آخر حتى يستكملا المسير .نحن ياولدى لانحافظ على تاريخنا أو حاضرنا ، يباع تاريخنا فى الأسواق جهارا نهارا ، آخرها ثلثمائة قطعة أثرية ويزيد ،خرجت من المطار تحت سمع وبصر الجميع واكتشفها العالم ،ولم يتحرك أحد ، فهل لو باعوك كما باعوا اجدادك هل يهتم بك أحد ؟ لو كان تاريخنا ملك لغيرنا لصانوه وحفظوه تحت رموش العين ، ولو كنت فى وطن غير وطنك لحافظوا عليك فى دولاب الآثار الثمينة ،هذا قدرنا وتاريخنا وإرثنا ، و لامناص سوى الهرب منه .اقول لك خليك هناك ، وسيبك مننا ، منظومة الفشل والفساد والمحسوبية تحيط بنا من كل جانب ، من اول النهار حتى آخره ، هل تتصور أن بعض رؤساء الأحياء مثلا فاسدون بطبعهم ، لااظن بل هى المنظومة التى تجبر الأمين والشريف على الفساد والسير والإنخراط فيه ، وتهيئة الأجواء لإفساده ، هواء فاسد عطن يحيط بالوطن من كل إتجاه نتنفسه جبرا ، ويجر الشرفاء إليه ،ولامناص ولامخرج ولانجاة منه ، فهذا الإختيار الفاسد لمدرب فريق فاشل ، يتقاضى بمفرده راتب محافظة بعمالها وموظفيها ، إلى هذا المجلس المسؤل الذى يحيط به الفسدة والمنتفعين والسماسرة والوسطاء ،حتى وصلت إلى غرف النوم فى فندق البعثة ، حيث يباع اللاعب ، كل لاعب على حده ، بالرأس ، ويقبض كابتن الفريق الثمن . لوثك ياصلاح الملوثون وانت نقى ، وأساءوا اليك وانت عفيف صامت ، نقى نقاء سريرة الاطفال ، ضميرك كلبن الحليب الصافى الصباحى لم يلوث بماء الترع الأسن ، أنت ياابنى بكر المواقف وعذرى الفكر ،خرجت صغيرا وعدت صافيا نقيا ، ويوما ما ستطولك وتحاصرك مياه راكدة عفنة ، لتصبح فاشلا أو فاسدا أو محبطا وعجوزا مهموما بتسلق رحلات المنتخب ، تبحث عن اكلك وشربك تملأ كرشك المنتفخ ، ضاحكا على خيبتنا ضحكة البلهاء ، فى وقت يصرخ الناس ويئنون من وجيعة الفشل .ياصلاح لاتلتفت لقوم يطيحون بكل ناجح ، ويعوجون كل مستقيم ،،ويفسدون كل شريف ،ويغلقون الابواب فى وجه كل تائب ،ويكيلون بمائة مكيال ، فإذا كان لهم يزيدون ، وإذا كان لغيرهم يطففون، انت نقطة بيضاء نظيفة منيرة عذراء ، دعنا ومانحن فيه ، و لاتجعلنا يوما ندنسها .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف