أحمد سعيد طنطاوى
استغلال النفايات.. التكنولوجيا هى الحل
من وقت إلى آخر نضطر إلى إعادة تذكير المسئولين بأنها هي الحل لكثير من مشكلاتنا.. هي الحل للتغلب على سوء استغلال موارنا وعلى إهدار كثير من طاقاتنا.. إنها التكنولوجيا التى مازالت مقتنعا أنها الحل لكل الصعاب.. الفانوس السحري الذي يمكننا فركه فتخرج لنا الثمار مباشرة دون تأخير.
قبل يومين نشرت بوابة الأهرام خبرا عن انتهاء المرحلة الأولى من مشروع صناعات التدوير بين سويسرا (ممثلة فى سفارتها بالقاهرة) ومصر (ممثلة فى وزارة الاتصالات).. والمشروع اختصارًا قائم على إعادة تدوير النفايات الإلكترونية فى مصر، وبدأ منذ عامين واستفاد منه الكثير من الأشخاص والشركات.
الفكرة تبدو عبقرية وأحد الحلول التى تطلقها سويسرا حبا فى القاهرة، تريد وترغب أن ترى شوارع القاهرة، خالية من النفايات الإلكترونية، وليس هذا فقط، ولكنها تدرب وتدعم وتمول الشباب المصري الواعد على إعادة تدوير هذه النفايات للاستفادة منها، هنا سويسرا قدمت المشكلة والحل، ولا يوجد أروع من ذلك.
دول كثيرة تعيد تدوير النفايات، وتنجح فى استغلال طاقات مهدرة، وبدلا من إلقائها فى المصارف والترع والصحراء تعيد اكتشافها وبالتالي تخفض من نفقاتها.
خذ عندك مثالًا آخر، نجح الخبراء الروس فى استغلال النفايات فى مشاريع كثيرة، كتحويل النفايات المشعة إلى وقود، كتحويل الفحم إلى وقود بطريقة أقل ضررا على البيئة.. إلخ.
لكن ما استوقفني هو تحويل النفايات المعدنية إلى الطرق ورصفها بغرض تمهيدها وليس بغرض تعطيلها، أو خنقها أو غلقها كما نفعل على الدائري وعلى مداخل المدن وأمام المساجد والمدارس.. ماذا لو طبقنا هذه الفكرة فى شوارع المحروسة؟!.
والفكرة كانت بسيطة ومبدعة، حين حصل الخبراء على نوع جديد من التربة من خلط نفايات المعادن وإعادة تدويرها، وهذه التكنولوجيا الجديدة تسهم في خفض تكاليف بناء الطرق بشكل كبير، كما أن ذلك حسن كثيرًا من الخواص الفيزيائية للتربة، أو بمعنى آخر أعاد الروس اكتشاف طبقة "السن" التي نفرشها فى شوارعنا قبل الرصف، ولكن بتكلفة أقل بنحو 30 فى المئة، وأكيد جودة أعلى وقدرة على التحمل أكبر.
كوكب الأرض يغرق في المخلفات والنفايات، سنة بعد الأخرى تزداد عدد المؤسسات الصناعية وبالتالي يزداد حجم مخلفاتها مما يؤدي إلى تلوث البيئة من حولها، لذلك فإن إعادة تدوير المخلفات هو حماية لنا وللبيئة وللكوكب بصفة عامة، كما أنه يقلل النفقات ويجنى منه البعض أموالا طائلة.
تكنولوجيا النفايات واحدة من أعظم الحلول فى الوقت الحالي.