نيفين عمارة
ماذا لو انقرضت كرة القدم؟
لم تستهويني يوماً كرة القدم، لكن حالة الحزن والانكسار التي سادت الشارع المصري عقب خروجنا من كأس العالم دفعتني للبحث عن سر العشق المحموم لكرة القدم دون غيرها من الألعاب الرياضية، فأي سحر تمارسه هذه الكرة لتسيطر على قلوب وعقول سكان العالم؟.. كيف تستطيع بركله منها أن ترفعنا لنطول عنان السماء فرحاً وبركلة أخرى تطفئ أنوار حياتنا؟!.
ربما يكمن سر شعبية كرة القدم في بساطتها، فأنت قادر على ممارستها في أي مكان، سواء لعبتها بعلبه معدنية أو حتى خرقة بالية (يلفها البعض ليصنع منها كرة) وقتها لن تجد فرقا بينك وبين محترفيها كبيراً كنت أو صغيراً، أو حتى حافى القدمين فوق أرض ترابية، فالمتعة التي تسببها واحدة.
بينما يرى البعض أن سر شعبيتها في كونها السبيل السحرى الذي سلكه شباب كثيرون للهروب من الفقر والجوع لترفعهم إلى مصاف النجومية والغنى أمثال (ميسي، رونالدو، صامويل إتو، ماردونا، روميليو لوكاكو.. وغيرهم) بينما يرى آخرون أن سر شعبيتها أنها صارت المنفذ الوحيد لصوت دول أبكمتها الإمبراطوريات الكبرى ولم يعد أمامها سوى أن تحقق انتصارات على أرض الملاعب فتحيى بداخلها نشوة الانتصار.
غريب هو أمر كرة القدم فهي تحمل الكثير والكثير من التناقضات فعلى سبيل المثال:
• عدد الدول التي يتكون منها الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) 211 دولة، بينما عدد الدول المنطوية تحت مظلة الأمم المتحدة هو 193 دولة.
• يؤمن البعض أن كرة القدم سبيل للحرية كاللاعب الهولندي (رود خوليت) الذي أهدى جائزته كأفضل لاعب عام 1987 لنيلسون مانديلا تضامناً معه في سجنه أيام الحكم العنصري لجنوب إفريقيا، لأنه يرى أن كل إنسان في هذا العالم بحاجه إلى الحرية، بينما على صعيد آخر كانت تصفيات مونديال 1970 سبباً في نشوب حرب بين السلفادور وهنداورس. بدأت الحكاية بمباراة لتنتهى بحرب دامت 100 ساعة أسفرت عن مقتل 6 آلاف وجرح 12 ألف وتشريد 50 ألفاً آخرين.
هل تستحق كرة القدم كل هذا الاهتمام والمعاناة؟.. ماذا سيحدث لو انقرضت كرة القدم؟.. تأتي الإجابه على لسان أسطورة ليفربول وصانع مجدها بيل شانكلى (لاعب ومدرب اسكتلندي سابق) قائلا: بعض الناس يعتقدون أن كرة القدم مسأله حياة أو موت، وأنا أخالفهم الرأي، كرة القدم أكثر من ذلك بكثير.
رغم تقديري لحالة الحزن التي تخيم على شوارع المحروسة، إلا إنني أدعوكم ألا تخفضوا الأعلام وتودعوا الأحزان، فالفراعنة فى "دورة البحر المتوسط" بإسبانيا يتألقون وهم عن جدارة يستحقون دعمنا.