الأهرام
على بركة
اتحاد الكرة بخير
بعد كل كارثة رياضية تقع , تقوم الدنيا ولا تقعد, ويتم تشكيل لجنة لتقصى الحقائق, وينفعل نواب الشعب تحت قبة البرلمان, ويظهر الوزير المختص ليؤكد أن المخطيء سيحاسب وأن العقاب سيكون رادعا . وبالفعل تتشكل اللجنة وتقدم تقريرها الذى يدين الجميع, وفى النهاية تكون المحصلة لا شيء, بل تتكرر الأخطاء نفسها بصورة كربونية مع أول بطولة مقبلة.. بمعنى ألا شيء يحدث سوى امتصاص حماس الرأى العام الذى سرعان ما ينسى الكارثة وكأنها لم تكن.. وربما يتم تقديم كبش فداء لتصويره أمام الجماهير الغاضبة، وكأنه المتسبب الوحيد عن كل ما جري.

وطبعا لا بد من توجيه التحية للدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ومعه المهندس محمد فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب وكذلك لجميع نواب الشعب الذين انفعلوا وتفاعلوا مع أحزان الشارع المصرى، لكنى فى الواقع أطالبهم بعدم إرهاق أنفسهم أكثر من ذلك، فقد تم التضحية بالأرجنتينى هيكتور كوبر الذى انتهى عقده بانتهاء مباريات كأس العالم، وما هى الا أيام قليلة ويستطيع المهندس هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة أن يُنسى الرأى العام أن المنتخب المصرى كان قد سافر أصلا الى روسيا، وسوف ينجح اتحاد الكرة المحنك فى توجيه الأنظار والأهتمامات صوب المدرب الأجنبى الجديد.. ومن ثم يسترعى ذلك اهتمامات السواد الأعظم من الاعلاميين الشبان (الذين هم الآن فى ذروة انفعالهم) لكى يكونوا ضمن الإعلاميين الذين ستوجه لهم الشركة الراعية الدعوة للسفر... والخلاصة أننا سنبقى على هذا المنوال الى ما لا نهاية .

أما فضيحة صفر المونديال واختيارات كوبر العجيبة فستظل نقطة سوداء فى جبيننا جميعا أجزم أن التاريخ سوف يسطرها فى صفحاته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف