المساء
محمد جبريل
محمد رسول الله والذين معه "9"
خصص الكاتب فصلاً كاملاً لمناقشة مزاعم المستشرقين. والمهتمين بالدين الاسلامي من كتاب الغرب. لقد أسرفوا في محاولات النيل من نبي الاسلام. فهو- في رأيهم- قد ادعي النبوة. ووضع القرآن مستمداً أسس دينه من التوراة والانجيل. وقالوا إنه خلق ليكون كاردينالاً.
فلما أخفق في أن ينصب نفسه "بابا". ثأر لنفسه بأن ابتدع ديناً جديداً.. ومزاعم أخري تطفح بالزيف والحقد.. كما ناقش قضية الناسخ والمنسوخ في آيات القرآن الكريم. فنزه الله سبحانه عن أن ينزل حكماً. ثم ينسخه. والآيات التي قيل إنها نسخت لاتزال احكامها قائمة. وما كان القرآن من عمل بشر. يبدل ويغير فيه. ويرفع آيات وينزل آيات. ولو ان الكافرين علموا بوقوع هذا النسخ لوجدوا حجة تؤيد زعمهم ان القرآن إن هو إلا من إملاء الرسول.
ويورد الكاتب رداً علي مزاعم المستشرقين. ما يقوله ر.ف بودلي في كتابه "الرسول":
إنه لمن الغريب أن تلاحظ- دون أسباب ثابتة وطيدة. أن هناك سوء فهم عام لمحمد صلي الله عليه وسلم أكثر من أي مؤسس آخر من مؤسسي الديانات العظيمة. إننا لانجد ما دونه معاصرو موسي أو كونفوشيوس أو بوذا. ولا نعرف إلا بعض شذرات عن حياة المسيح بعد رسالته. ولا نعرف شيئاً عن الثلاثين سنة التي مهدت الطريق للسنوات الثلاث التي بلغ فيها أوجه.
لكننا نجد أن قصة محمد عليه الصلاة والسلام واضحة كل الوضوح. ففي سيرة محمد. نجد التاريخ بدل الظلال والغموض ونعرف الشئ الكثير عنه.كما نعرف ذلك عن رجال عاشوا في زمان أكثر قرباً من زماننا. وما كان تاريخه الداخلي وقد وضح بعد رسالته. برواية مبهمة لمبشر غامض أو مشوش. فبين أيدينا الآن كتاب معاصر فريد في أصالته. وفي سلامته. وهذا الكتاب هو القرآن. وهو اليوم كما كان يوم كتب الاول مرة تحت إشراف محمد صلوات الله وسلامه عليه.
ولو أن الافكار قد دونت في الرقاع وسعف النخيل والعظام في لحظات غريبة. فالسور والآيات الاصلية قد حفظته. وما كان هذا هو الحال في العهد القديم والعهد الجيد "التوراة والانجيل" قد جمع الرقاع التي دون فيها القرآن. ونسخها حرفياً. وحفظت هذه النسخة عند حفصة إحدي زوجات النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
القرآن معجزة الإسلام
وقد تحدي الله سبحانه وتعالي الانس والجن علي أن يأتوا بآية من مثله. فعجزوا علي مرالعصور.
إن ما فيه من علوم يفوق كل ما كانت تعرف البشرية في ذلك الوقت. فما بالك بعلوم محمد بن عبدالله. ولا تزال الكشوف الحديثة تلقي أضواء علي تفسير بعض ما فيه من آيات اليوم والغد.. وقد صدق الامام علي كرم الله وجهه. لما قال: "القرآن حمال معان".
وإذا كان القصاص قد وجدوا في معجزة الاسراء مادة خصبة لقصصهم. يضيفون إليها ما لا يصدقه عقل. ولا يثبت لنقد. وينسبون إلي الرسول ما نسبته أصابع اليهود الذين أسلموا. أو الذين تظاهروا بالاسلام. فإن الكاتب يدحض كل تلك الخيالات المريضة والمزاعم ويؤكد- من خلال مناقشة موضوعية- أن النبي أسري به إلي بيت المقدس. وعرج به إلي السماوات العلا بجسمه وروحه. ورأي جبريل عند سدرة المنتهي. ورأي من آيات ربه الكبري.
ولان صفحات الكتاب تجاوز السبعمائة صفحة. بما لايتيح التوقف أمام كل حادثة أو رأي. فلسنا نملك إلا الاشارة العابرة لغزوة بدر. وغزوة أحد. وغزوة الخندق. وصلح الحديبية وغيرها. بما يوضح مبادئ الاسلام وشعائره وتعاليمه.
للكلام بقية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف