مرسى عطا الله
كل يوم حول المسألة الكروية الاستقالة هى الحل يا أبو ريدة! (1)
من حق أى أحد أن يطالب برحيل اتحاد الكرة وإقالة المدرب الأرجنتينى «كوبر» بعد إخفاق المنتخب المصرى فى مبارياته الثلاث التى خاضها فى روسيا ضمن تصفيات الدور الأول لمسابقة كأس العالم فى روسيا ولكن هل هذا هو الحل وهل هذه هى القراءة الصحيحة لما جرى حتى يمكن أن نبنى رؤية مستقبلية صحيحة للكرة المصرية التى كانت ضمن المنظومات الوطنية التى دفعت ثمنا باهظا للفوضى والتسيب والخراب الذى لحق بمصر بعد أحداث 25 يناير.
إذا كان الأمر لمجرد التنفيس أو سرعة تقديم كبش فداء فإن «كوبر» بادر من نفسه بطلب الرحيل متحملا مسئوليته وربما يفعل مجلس اتحاد الكرة ذلك أيضا كنوع من استشعار المسئولية لكن الحديث عن إقالة بقرار إدارى من وزير الشباب ليس ممكنا لأن قانون الرياضة يحصن المجالس المنتخبة من الحل ثم إن لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم ترى فى أى إجراء من هذا النوع تدخلا حكوميا يتعارض مع استقلالية الاتحادات التابعة «للفيفا» ومن ثم يرفض الاتحاد الدولى الاعتراف بأية مجالس معينة بقرارات حكومية.
ومعنى ذلك أننا نحتاج إلى قدر من الهدوء والتروى إذا كنا فعلا نريد الخير لكرة القدم المصرية لأن مثل هذه الأجواء الانفعالية فى التعامل مع ما جرى فى روسيا تضعف الكرة المصرية ولا تقويها وتمثل ذهابا لليأس والإحباط فى وقت نحتاج فيه إلى إرادة عمل وضوء من الأمل.
فى جو من الهدوء ربما يقتنع مجلس اتحاد الكرة بأن المصلحة تقتضى تقدم المجلس باستقالته والدعوة إلى انتخابات جديدة.. حتى يمكن النظر فى خطوات إعادة البناء وترتيب البيت الكروى بعيدا عن الضغوط والمزايدات التى تسيطر على الفضائيات ودون إدراك أن مصر اليوم ليست كمصر الأمس وأن الدولة تحدد مساراتها بناء على حسابات دقيقة وليس استجابة لأصحاب الصوت العالى فى كل المجالات، وأبو ريدة يعلم ذلك تماما!.
وغدا نستكمل الحديث.
خير الكلام:
<< لاتخف ممن يكرهونك واحترس ممن ينافقونك!