الأخبار
محمد درويش
نقطة في بحر
نقطة في بحر
لم تجد الشرطة الصينية في فعاليات الاحتفال بيوم »محاربة المخدرات»‬ أفضل من استاد رياضي مفتوح دعت إليه مئات من طلاب المدارس، أقامت الشرطة منصة للمحاكمة قررت فيها القاضية إعدام اثنين أحدهما بائع والآخر مهرب لنوع من المخدرات يروج في مدينة »‬هايكو» التي تمت فيها المحاكمة وبمجرد صدور الحكم سيق المتهمان إلي أرض ملعب الاستاد الرياضي وتم تنفيذ حكم الاعدام فيهما رميا بالرصاص.
الخبر الذي قرأته علي موقع جريدة الوطن المصرية نقلا عن صحيفة ديلي ميل البريطانية جسد أمامي الأخبار التي تتداولها الصحف في بلدنا بشكل شبه يومي وآخرها الابن الذي قتل والديه الأسبوع الماضي بعدما رفضا منحه المال لشراء المخدرات، وأيضا سائق الميكروباص الذي اغتصب سيدة كانت في طريقها لاحضار ابنتها من الحضانة بمنطقة القطامية وبعد القبض عليه والتحقيق معه جاء في أقواله أمام النيابة أن »‬البرشام» جعله يفقد السيطرة علي نفسه ورآها أجمل امرأة في الدنيا.
الأمثلة لن تنفد وتعدادها ينبئ بكارثة خاصة أن معظمها تكمن المخدرات وراءه ويكفي أن أي حملة لقياس اختبار المخدرات في دم سائقي الميكروباص والنقل تصل إلي أرقام مفزعة تجعلنا لا نصدق أن بينهم من لا يقربها إلا من رحم ربي.
في تشريعاتنا الوضعية قد يفلت من العقاب القاتل والمغتصب الذي قرن فعلته بالقتل والمسجل خطر الذي قتل المجني عليه في جريمة سرقة بالاكراه عندما حاول مقاومته، وأيضا مروجو المخدرات بيعا أو تهريبا رغم أن القانون به مادة تجيز الإعدام للمهربين لكنها وعلي حد علمي لم تطبق علي أحد حتي الآن بدليل الانتشار غير المسبوق لكل أنواعها.
وفي هذه التشريعات يظل حتي من يحكم عليه بالاعدام عالة علي الدولة سنوات عديدة إلي أن يصبح الحكم باتا ونهائيا، وبعضهم يحكم عليه بالسجن واشغال شاقة ليخرج في نصف المدة أو ثلاثة أرباعها وربما كان قاتلا لينعم بما بقي من سنوات عمره ولتملأ الحسرة ذوي ضحيته إما أن يستسلموا وإما أن يلجأوا للثأر لندخل في دائرة جهنمية لا يعلم نتائجها إلا الله.
في تشريعات الصين أحكام الإعدام تتعدد في قضايا ربما تعادل قضايا الجنح في تشريعاتنا المصرية، طبعا النموذج الصيني أمر غير مقبول علي اطلاقه، ولكن في تشريعاتنا الدينية سنجد أن الأديان الثلاثة نادت بالقصاص وأشارت إلي تنفيذه علانية ليكون رادعا لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الناس وترويعهم وطالبت هذه التشريعات أن يري عذاب من يقع عليه القصاص طائفة من المؤمنين.
هذا ما أراده رب الناس وخالقهم، أما حبايبنا الذين ينادون بإلغاء عقوبة الإعدام ويعتبرون العلانية في تنفيذه اهدارا لحقوق الانسان ومشاعره، أدعوهم إلي تذكر حق طفل روعه مغتصب إلي حد القتل، وحق قتيل دافع عن عرضه أو ماله وكانت نهايته علي يد آثم لا يعرف دينا أو حتي قيما دنيوية.
وهؤلاء لن أطالبهم بأن يتخذوا ديننا القدوة والمثال ولكن اجعلوا الصين قدوتكم ونموذجا للخلاص من المفسدين في الأرض.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف