سكينة فؤاد
30/6 .. ثورة شعب تنتظر استكمالها
بكل المقاييس ما حدث فى 30/6 كان معجزة من الخالق عز وجل انتصر فيها لإرادة شعب خرج بملايين غير مسبوقة فى تاريخ الثورات البشرية، كما أكدت وكالات أنباء عالمية ليستردوا ثورتهم من مختطفيها وينزعوا عنهم شرف وشرعية حكم مصر التى منحتها جموع من المصريين لجماعة الإخوان متناسين تاريخهم الدموى مصدقين تصحيح مساراتهم وانحرافاتهم غافلين عن حقيقة أن هذه الجماعة تكذب كما تتنفس..
ولا نزال نكشف زيف هذه الجماعة وإنها فى مقدمة أدوات تنفيذ المخططات الأمريكية والصهيونية لاستكمال تدمير المنطقة واستكمال مخططات العنف والفوضى الخلاقة وتنفيذ على الأرض الخرائط المرسومة والمنشورة لتقسيم المنطقة وفى القلب منها مصر وإعادة تخطيط وترسيم حدودها بدماء أبنائها!.
كان المخطط أُعد وجُهز والمليارات تنفق ويتسابق لإنجازه ويمثل سقوط مصر فى المخطط الجائزة الكبرى كما أطلقوا عليه وكان التجهيز للتنفيذ فى عام حكم الجماعة.. حيث زرعت الأيدى والجماعات الإرهابية فى سيناء بعد محاولات إسقاط جهاز الشرطة وحرق أقسامها أخليت السجون من القتلة والمدانين جنائيا وفُتحت الحدود الشمالية والشرقية وأوقفت خطة الجيش لتأمين الحدود والقضاء على الأنفاق التى تشكلت فى غزة وزارة لإدارتها.. واخترقت ميليشيات مسلحة قادمة من سيناء مدينة بورسعيد أول مدينة فى مصر خرجت لتوثيق إقرارات فى الشهر العقارى تطالب بترشيح الفريق أول عبدالفتاح السيسى قائد الجيش المصرى لتولى حكم مصر وإسقاط حكم الجماعة وشهدت شوارع وأبناء المدينة عربات عابرة للصحراء تحمل أسلحة ومدافع على ظهرها وتروع المدينة وتطلق الرصاص فى جميع أنحائها.. ولن أنسى ما نشر وأعدت فى واحد من مقالاتى نشره من تصريحات للواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى أن هؤلاء الغرباء ليسوا من أبناء المدينة وأن وراء ما يحدث حقائق يشيب لها الولدان ولم يأت أوان إعلانها!! وأثق أن الكشف عن حقيقة ما حدث فى بورسعيد ينضم إلى كل ما أعد وجهز لإسقاط مصر وفك مفاصل مؤسسات الدولة ودس عناصرهم فى جميع مفاصلها وصولا إلى إقامة البؤرة الصديدية التى أطلقوا عليها اعتصام رابعة وإشعال حرب أهلية وتم بالفعل النداء على الأسطول الأمريكى لدعم الشرعية المدعاة من الانقلاب المزعوم الذى قامت به عشرات الملايين غير المسبوقة فى تاريخ الثورات البشرية.
> أعرف أنى لا أكتب جديدا ولكن الذكرى والتذكير قد ينفع أصحاب الذاكرة الضعيفة ويوقف زحف التشويش الإجرامى لتشويه الثورة وتغييب ساعات وأيام وأحداث من أخطر ما حدث فى تاريخ هذا الوطن وهو يقف على شفا حفرة من نار واحتراق وانهيار الهوية والتاريخ والجغرافيا والحضارة لاستكمال أكبر جريمة اختطاف فى تاريخ مصر!! كانت الميليشيات المسلحة جاهزة وتفكيك مؤسسة الدولة يتواصل.. والاعتصام المسلح يدعى أنه يدافع عن الشرعية!
ووراء جاهزية الجماعة وأذرعها وأدواتها يقف المخططون والممولون والمتآمرون الدوليون والاقليميون والمحليون..!! ما كان يمكن أن يسقط كل هذا الاستقواء والطاغوت والغدر والدمار إلا معجزة إرادة شعب عظيم اكتشف بحسه وحدسه واستشعاره الإنسانى والتاريخى والحضارى والايمانى أن استمرار حكم هذه الجماعة يعنى انهيار وأختفاء تراثه وهويته وماضيه وحاضره ومستقبله وبقدر مصداقية هذه الإرادة الصادقة والجارفة والوطنية لملايين المصريين انتصر لهم ونصرهم الخالق عز وجل واستجاب لنداءاتهم جيشهم الوطني.
نعم ثورة 30/6 واحدة من معجزات هذا الشعب ومن أعظم إنجازاته فلولا الخروج الذى زلزل الأرض تحت أقدام الطاغوت وصناعه وجماعاته وميليشياته وأسلحته وتجهيزاته وملياراته لكان الله وحده يعلم إلى أين أخذتنا الفوضى ومواجهات حرب أهلية ومخططات آثمة مستمرة حتى الآن!.
الكارهون وتجار الدم وأدوات العمالة عادوا يحاولون استغلال ما تمر به مصر من ظروف صعبة وما يعصف بالمنطقة وفى القلب منها مصر لإشعال نار فتن وصراع وفوضى جديدة وهو ما أثق أن صناع المعجزة لن يسمحوا بتحويل ذكرى انتصارهم فى 30/6 إلى هزيمة وترويع وشق لصف وقلب مصر وتحقيق ما أوقفوا تحقيقه بخروجهم وثورتهم فى 30/6 وبما يستدعى وبالجدية الواجبة والتشريعات والتنفيذ الجاد والعاجل لكل ما يدعم صمود وثبات وتحدى وإرادة الأرصدة والظهير الشعبى العظيم للثورة والأخذ بما يخفف منهم اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا وصحيا وتعليميا وشبابيا ويؤكد فتح شرايين وآفاق الحياة والمشاركات والاختلاف والتنمية السياسية ويحترم ويعزز الحريات المسئولة ويقربهم من أحلامهم التى نادت عليها ملايينهم فى جميع شوارع وميادين بلادهم من العيش الآمن والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وتعيدهم أمة منتجة لا عالة على إنتاج وقروض ومعونات غيرها!!
إنه الاستكمال الضرورى والواجب لثورة 30/6 واستحقاقات الملايين صاحبة وصانعة الثورة.
> ليس لى فى الكرة ولكن لى فيما يرتبط باسم بلدى واعترف أننى استفزنى كثيرا ما كنت أقرأه عن إنفاق باهظ وأرقام خيالية وإسراف فى إعلانات سخيفة.. المهم أننى توهمت أن وراء كل هذا السفه والإسراف إنجازات ونجاحات ستتحقق!! وجاءت مشاركتنا فورا والفساد الذى لا مثيل له الضارب فى كل صغيرة وكبيرة قاعدة يعرفها جيدا الفسدة ويؤمنون بها أن لديهم وسائلهم ليفلتوا ويثبتوا براءتهم وألا تتجاوز أسوأ الأمور أبشع جرائم التنطع واللامبالاة وموت الضمير عقوبات هزيلة توقع على أكباش فداء!! بينما يظل المفسدون والمسئولون الكبار فى أماكنهم يتحدون ويواصلون جرائمهم!! إن لم يحاسب بجدية ويعاقب بتشدد المسئولين الكبار فى كل مؤسسة من مؤسسات الدولة لن تنفذ وبجودة الأهداف المستهدفة من هذه المؤسسة فلننتظر الأسوأ والأخطر ولا أعرف هل هناك أسوأ وأخطر مما يحدث الآن؟!! فقط أرجو مع حساب وعقاب كل مسئول عن المهزلة أو الفضيحة الكروية المتكررة بأشكال مختلفة فى أغلب مفاصل ومؤسسات الدولة أن نحمى ونضمد جراح ابن مصر ونجمها الساطع محمد صلاح من الكراهية والفشل والفساد الأسود وكل ما يتعذب به المصريون الآن!