ايناس نور
عين على الأحداث .. «دوخينى يالمونة»!
حين أتابع ما يواجهه الغرب من تداعيات نزوح اللاجئين والمهاجرين وعدم تحركهم لمواجهة الظاهرة والانخراط فى جدل ساخن عمن عساه يستقبلهم أو يصدهم، أتذكر المقولة الشهيرة: دوخينى يالمونة، وأرى أنهم غير جادين فى حل المشكلة. قبل يومين أعلنت قمة الاتحاد الأوروبى التوصل لتسوية بشأن سياسة أوروبية للجوء، مما أنقذ حكومة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل من أزمة تكاد تعصف بها، وحافظ على انصياع إيطاليا للأسرة الأوروبية، بعد أن هددت بتعطيل قرارات القمة مالم يستجب لمطالبها.
وفى ضوء ما توصلت إليه القمة الأوروبية، شعر القادة بشىء من الانفراج، وقال دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي: نجحنا فى التوصل إلى تسوية. وقال المستشار النمساوى كورتس إنه قرار إيجابى، وخطوة على الطريق الصحيح. وأثنى الرئيس الفرنسى ماكرون على القرارات بوصفها تمثل حلا أوروبيا وأفضل من الحلول الفردية. وأما رئيس وزراء إيطاليا فرأى أن ذلك يمثل دورا أوروبيا أكثر تضامنا وتحملا للمسئولية، ولا يترك إيطاليا تقف بمفردها لمواجهة المشكلة.وترى ميركل أن القمة تبعث برسالة جيدة.
مضمون الاتفاق الذى يتم بالتنسيق مع منظمتى الأمم المتحدة للهجرة واللجوء ينص على إقامة مراكز استقبال داخل دول الاتحاد الأوروبى وخارجه بالدول المطلة على المتوسط، وهو ما ترفضه بعض هذه الدول، ومنها مصر وليبيا والجزائر وألبانيا، لفحص حالات اللجوء. كما اتفق على تعزيز دور الوكالة الأوروبية لحماية الحدود بحلول 2020، وإحكام السيطرة على الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي. نذكر بأن هناك حلا أفضل من كل تلك التحركات، وهو ما طالبت به مصر تكرارا:إزالة أسباب النزوح والهجرة المتمثلة فى الصراعات المسلحة والفقر. لكن يبدو أن تلك الدول تفضل حلِ «دوخينى يالمونة»!.