مصطفى هدهود
لماذا ضاعت القدس العربية وكيف تعود؟
ضاعت القدس العربية يوم 15/5/2018 من خلال اغتصابها بواسطة إسرائيل ومساندة أمريكا وإعلانهم ان القدس العربية هي عاصمة إسرائيل وتلي ذلك نقل دولتين آخريتين سفارتهما إلي القدس. وتبذل إسرائيل وأمريكا أقصي مجهوداتهما لاقناع العديد من الدول لنقل سفارتهم من تل أبيب إلي القدس العربية لتكريس الاغتصاب والاحتلال خاصة في غياب الوجود العربي المؤثر علي الدول الأجنبية.
ونسأل أنفسنا لماذا ضاعت القدس العربية في ظل سكوت مريب للعرب؟ والسبب هو تفتت الدول العربية ونجاح إسرائيل وأمريكا في احداث فتنة في كل المراحل بين قيادات الدول العربية منذ 1917 وحتي الآن. ووصل الأمر إلي إحداث اقتتال بين فئات الشعب الواحد وبمساعدة دول عربية أخري بعضهم ضد الآخر كما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والمغرب.
وأهم أسباب ضياع القدس هو الانخفاض الواضح في القدرات العلمية والتكنولوجية والثقافية والتاريخية والرياضية للعنصر البشري العربي. وقيام أمريكا وأعوانها بجذب المتفوقين العرب في أي مجال للهجرة والعمل لديهم وزيادة معدلات تفشي الفسوق الأخلاقي وتعاطي المخدرات والسجائر والشيشة وانخفاض انفاق الدول العربية علي مجالات التعليم والبحث العلمي والصحة. ونري أن الإعلام المرئي والمسموع والمقروء له دور سلبي في ضياع القدس العربية حيث لا تعرف الأجيال الأصغر سناً أية معلومات عن القضية الفلسطينية وتاريخ اغتصابها بواسطة اليهود وضاعت القدس بسبب عدم التركيز علي الاقتصاد الإنتاجي لدي كل الدول العربية والاعتماد فقط علي الاقتصاد الريعي مما أدي إلي استمرار اعتماد العرب بصورة أكبر علي الغرب واليهود لتدبير مطالبهم المعيشية والحياتية والحصول علي التكنولوجيات الصناعية والزراعية.
والسؤال الثاني كيف تعود القدس العربية إلي الحضن العربي حالياً أو مستقبلياً؟ والإجابة ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وهذا هو المفهوم الدولي لكل الصراعات القديمة والحالية. ولكي نستطيع استرداد ما تم اغتصابه لابد من تعميق مبدأ القوة للدول الراغبة في تنفيذ ذلك.
ولذلك نري ان ما يتم تنفيذه من سياسات وأعمال داخل الدولة المصرية منذ ثورة 2013 برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وحتي تاريخه ما هو إلا الخطوة الأولي في تكريس مبادئ القوة للدولة المصرية وهي الدولة المحركة والرائدة للدول العربية.