قالت غاضبة: "المجاري طافحة في شارعنا من سنة ولا أحد يتحرك.. هل تعلم لماذا.. لأننا غلابة وليس لنا ظهر.. لأن شوارعنا غير موجودة علي خرائط المسئولين.. هل تطفح المجاري في مصر الجديدة مدينة البهوات والباشاوات.. هذه هي المشكلة".
قلت لها: شارعك الغارق في طفح المجاري ليس شارع غلابة.. مفهوم الغلابة في هذا الزمن الغريب العجيب اصبح مختلا.. شارعك الذي لا يزيد اتساعه علي 6 امتار امتلأ في غفلة من الزمن بأبراج سكنية بعضها يزيد علي عشرين طابقا.. ولكي يتم تطوير شبكة الصرف الصحي نحتاج الي مواسير يزيد قطرها علي عرض الشارع نفسه.. الغلابة بنوا أبراجا مخالفة شكلت ضغطا علي المرافق المصممة لخدمة بيوت في شارع عرضه 6 أمتار فحدثت المشكلة التي لا اظن ان لها حلا.. والغلابة اشتروا الشقق المخالفة بمبالغ اقلها 200 الف جنيه رغم علمهم اليقيني انها مخالفة وانها تستحق الهدم لو كان هناك قانون رادع في بلادي.. أما مصر الجديدة مدينة الباشاوات والبهوات فلا يوجد بها عمارة مخالفة واحدة.. ولا تحميل للمرافق بأكثر من طاقتها.
هل سكان هذه الشقق المخالفة الذين دفعوا مئات الالوف غلابة حقا؟ وهل بائعة الجرجير التي تفترش احد أرصفة عزبة النخل.. كمثال والتي انجبت عشرة أبناء بالتمام والكمال تستحق وصف "غلبانة" بعد ان تحولت الي ماكينة لتفريخ الاطفال وتركهم للدولة تنفق عليهم من معاش تكافل وكرامة وتعالجهم وتعلمهم وتوفر لهم فرص عمل؟ الأمثلة كثيرة للغلابة الافتراضيين الذين نطالب الدولة برعايتهم دون أن يحترموا انفسهم أو يراعوا وطنهم المثقل بالهموم.