الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
هل حصل هذا فعلاً؟!!
نعم.. الرياضة فوز وهزيمة.. وطول عمر الرياضة فوز وهزيمة.. وهذا شيء طبيعي. وإلا لا تكون رياضة أصلاً.. ولكن أيضاً هناك "هامش" بجوارهما علي خجل.. اسمه "التعادل"!!!... تعادل لمن لا يحظي بالفوز. أو هرب من الهزيمة.. وهذا يحدث منذ كان فيه حاجة اسمها الرياضة.. هذا هو السائد في العالم كله.. منذ الأزل حتي اليوم.. فوز وهزيمة. ومعهما علي خجل ما يسمونه "تعادل بنقطة".. بنقطة مثل بعض الأتوبيسات!!!... ولكن الكرة في مصر خرجت عن هذا كله.. لها أسلوب مخالف تماماً "هزيمة ثم هزيمة" لا تعرف شيئاً اسمه "الفوز".. فوز يعني إيه؟!!.. حدث هذا في المونديال وفي المباريات الحبية وفي التصفيات وفي روسيا وفي أفريقيا. وفي أي بلاد في الدنيا!!.. يقولون أيضاً: فوز أو هزيمة مش مهم.. المهم الأخلاق!!!... كانت زمان نكتة أيام ظرفاء الكرة بعد كل هزيمة يقولون "المهم الأخلاق"!!.. كانت نكتة أيام عبدالكريم صقر ومحمد الجندي.. ثم أخلاق إيه بعد ما حدث في روسيا؟!!!
* * *
من حكايات زمان.. هذه الحكاية..
سافرت مع فرق مصر القومية والعسكرية والأندية منذ عام 1956 بعد إنشاء الاتحاد الأفريقي حتي 1967 عدداً من المباريات تزيد علي عدد شعر رأسي قبل أن يقع.. كان لفترة طويلة معنا مدرب اسمه "بروشتش" مدرب الأهلي والفريق القومي.. كان لا ينام طول الليل دون أن يعرف أحد.. كان يمر علي حجرات اللاعبين حتي الصباح.. كان ينام ست ساعات بعد تمرين الصباح والغداء.. وكان عنده أدوية تعينه علي ذلك.. وفي مباراة مهمة للغاية ربما كانت المباراة الوحيدة التي سمعها عبدالناصر في الراديو طوال حياته.. كانت مع السودان في الخرطوم. من يفوز يمثل أفريقيا في أولمبياد روما 1960 لم يكن هناك تليفزيون.. شك بروشتش في عدم وجود صالح في حجرته. ولكي يتأكد أحضر كرسياً وجلس علي باب الحجرة. ولما رأي بروشتش صالح وصل من بعيد اختفي بسرعة.. ورفعه من التشكيل!!.. كانت أيامها قنبلة.. سار علي نهجها عدد كبير من المدربين بعد ذلك.. فهل فعل كوبر شيئاً من هذا؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف