عماد حجاب
ذكريات حزينة سنحكيها لأحفادنا
سنجلس يوما نحكى لأحفادنا ذكريات ثورة ٣٠ يونيه، وإعلان ٣ يوليو لخارطة الطريق، وسنحكى لكل الذين لم يعيشوا هذه الفترة المجيدة من تاريخ مصر، ولم يلمسوا معاناة الشعب المصرى وتضحياته لكى يستعيد الوطن من جديد ويتخلص من حكم جماعة الإخوان الإرهابية والظالمة لوطنها، التى استباحت أرواح ودماء المصريين وقتلهم فى الشوارع، والمظاهرات قبل وبعد الثورة لكى تبقى على عرش مصر.
سنحكى لهم مرارة فترة حكم الإخوان، وانكسار وهزيمة الروح المصرية من جماعة بائسة سعت لتدمير مصر والبقاء فى السلطة على جثث أبنائها وشبابها، الذين كانوا يسقطون فى مواجهات مع أنصار هذه الجماعة فى ميدان التحرير والقصر العينى ومحمد محمود والاتحادية والمقطم.
سنحكى لهم عن سلخانات التعذيب فى رابعة والنهضة، سنحكى لهم أنهم هددوا النظام العام لمصر وقيم شعبها وجعلوها فى خطر، وأنهم طلبوا عودة رئيسهم المخلوع لكى يتوقف الإرهاب وقتل أفراد الجيش والشرطة فى سيناء.
سنحكى لهم كيف خطفوا عددا من الجنود المصريين وتجاهر رئيسهم المخلوع محمد مرسي أنهم سيحافظون على حقوق الخاطف والمخطوف، فى سابقة خطيرة للمساواة بين الجانى والمجنى عليه، سنحكى لهم كيف فتحوا الأنفاق على حدود سيناء والمجال الجوى المصرى لنقل الإرهابيين والمرتزقة من كل دول العالم إلى سيناء، لفصلها عن الوطن الأم، ولكى يكونوا بهم قوات غير نظامية بديلة عن الجيش والشرطة، لكى تحمى لهم سلطانهم ومخططاتهم القذرة ضد شعب مصر.
سنحكى لهم عن رئيس سابق من جماعة الإخوان لم يحترم إرادة الشعب، وكان يحكم مصر بالتعليمات التى تصدر له من المرشد ومكتب الإرشاد الإخوانى، والسفيرة الأمريكية والسفير القطرى والسفير التركى وخيرت الشاطر نائب المرشد، وسنحكى لهم عن جماعة حاولت تأجير الأهرامات وأبو الهول وقناة السويس ومحور القناة لقطر وتركيا وسعت لتوطين الفلسطينين فى سيناء وبيع جزء منها.
سنحكى لهم عن أنصار جماعة الإخوان الإرهابية الذين حاصروا المحكمة الدستورية واعتدوا على مقر وزارة الدفاع ومنطقة التجنيد فى الحلمية بالقاهرة، وحرقوا مبانى وزارات حكومية، ودمروا وحرقوا دور العبادة من الكنائس بالصعيد وبيوت المسيحيين، وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى، وهددوا القضاة وقتلوا النائب العام المستشار هشام بركات، وتخابروا مع دول أحنبية ضد مصر، وخانوا الأمانة بكل صلف، وقتلوا المئات والآلاف من رجال الشرطة والجيش والمواطنيين، ويتموا زوجاتهم وأطفالهم.
سنحكى لأحفادنا كيف تخلصت مصر من هذا الكابوس المرعب وظلت سنوات تكافح الإرهاب الأسود لهم، بظهور فجر الثورة الشعبية فى٣٠ يونيه وخروج الشعب المصرى لرفض حكم جماعة الإخوان الإرهابية وانحياز الجيش والشرطة لمطالب الشعب، وسنحكى لهم كيف حافظ الجيش والشرطة والرئيس عبد الفتاح السيسي على مصر لكى يعيشوا فى وطن آمن ومستقر، ويظل هناك وطن يسعهم فى المستقبل، فمصر وطن غال على المصريين.