الأهرام
عاطف صقر
أسرار ما قبل «درعا»
فى الطريق الى استانا عاصمة كازاخستان لمتابعة المفاوضات حول الأزمة السورية ،تجاور مقعدى مع أعضاء بوفد المعارضة المشارك فى المفاوضات . وبعد أخذ تصريحات من اثنين منهم لاحظت ان الثالث امتنع، ثم أوعز للاثنين بتغيير المقاعد فى الطائرة شبه الفارغة. وفهمت من ذلك أن هناك من يتحسب داخل المعارضة من جدوى المفاوضات ومن احتمال فشل المعارضة فى تحقيق هدفها وبالتالى لاداعى للإدلاء بتصريحات . فالحكومة معها قوى داعمة بالسلاح والبشر عالميا(روسيا) وإقليميا (إيران) وميليشيات لها خبرة(على رأسها حزب الله) فى حين تساند المعارضة قوى أقل دعماً.

ولهذا فإن تقدم القوات السورية وحلفائها فى العمليات العسكرية فى درعا بجنوبى سوريا ،لإعادتها تحت سيطرة الحكومة ، انعكاس مباشر للقوى العسكرية الحكومية فى مواجهة قوى المعارضة. وهذا التقدم له أهميته الخاصة، باعتبار أن درعا من أقوى المناطق بالجنوب السورى معارضة، فضلا عن رمزيتها الخاصة بأنها مهد حركة الاحتجاج ضد الحكومة السورية. كما أن العمل العسكرى بها يأتى بعد تسوية الوجود العسكرى المعارض فى ريف دمشق ، مما ساهم فى بلورة تراث من التسوية السياسية الخاصة بالمشكلة السورية. ولهذا فإن الحديث عن تسوية خاصة بدرعا أمر مرجح وبخاصة أن بوادره بدأت بالفعل.

وعندما تتم التسوية السياسية للنزاع المسلح فى درعا فى الجنوب السورى تكون المحطة القادمة فى شمال البلاد حتى تكتمل السيطرة الحكومية على الأراضى السورية . وبذلك فإن المعارض الحذر من التصريحات فى الطريق إلى استانا سيرى نفسه أنه أكثر فهما لأن هناك من يريد الحفاظ على نظامه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف