الجمهورية
عبد الغفار مصطفى
الحرب الخفية بين أمريكا والصين!!
التقارير العالمية المهتمة بالشأن الاقتصادي تراقب التوتر بين أمريكا والصين تحت مسمي الحروب التجارية التي تتصاعد بين البلدين الكبيرين خاصة بعد فشل المحادثات الأخيرة بين أمريكا والصين.
هذه الحرب.. هي حرب خفية في التجارب والأسواق والعملات إذ ان الصين تتفوق في هذه الحرب علي أمريكا بسبب حجم العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين والبالغ 375 مليار دولار. في حين أن أمريكا تنشد من الصين خفض قيمة العجز التجاري إلي 200 مليار دولار بحلول عام 2020.
أما هذه الحرب علي المستوي الشعبي فلسوف يكون المواطن الأمريكي هو الرابح الأكبر منها الذي يحقق وفرة مالية علي صعيد الأسرة الأمريكية تبلغ قيمتها 850 دولاراً سنوياً.
وذلك بسبب تدفق البضائع والسلع الصينية الرخيصة إلي الأسواق الأمريكية والتي تستهدف الحرب الخفية فيها إلي نحو 1000 سلعة صينية.
هل الحرب التجارية بين أمريكا والصين هي حرب جديدة علي الساحة الدولية الآن.. أم هي حرب قديمة منذ 40 عاماً حيث تعاني الولايات المتحدة من هذه الحرب والتي تسببه من عجز تجاري ضخم أمام السلع الصينية؟ولكن ترامب بسياسته الهوجاء هو من أثارها في العلن والتي تتطلب أن يغير الأمريكيون رشدا استهلاكيا حيال السلع الصينية.
والسؤال الذي يفرض نفسه في خضم هذه الحرب الخفية.. هل إدارة ترامب إدارة جادة ولديها استراتيجية واضحة.. أم أن الإدارة الأمريكية سلوكها المهني غير واضح وليس عندها شيء بخصوص هذه الحرب.
أما الواقع فنري أن الولايات المتحدة تدير هذه الحرب علي أساس حماية أمريكا لملكياتها الفكرية خاصة في مجال التكنولوجيا إذ اعتمد البيت الأبيض في إدارة هذه الحرب علي قانون التجارة لعام 1974 والانتهاكات التي ترتكبها بعض الشركات الصينية وممارساتها غير العادلة في السوق الأمريكية.
وحين نرصد خلفيات هذه الحرب نجد أن الصين فرضت 25% رسوماً جمركية علي 106 بضائع أمريكية بعد ساعات من نشر واشنطن قائمة بنحو 1300 منتج صيني ستفرض عليها رسوماً جديدة.. الراصدون للحرب يرون احتمال لجوء الدولتين لمنظمة التجارة العالمية التي تعمل دوماً علي منع هذه المواجهات ومخاطرها المحتملة وغير المحتملة وهي ليست في صالح أحد.
إن التشاور وعدم الإفراط في الأنانية من قبل الجانبين يؤهلان الموقف من عدم التصاعد والبعد عن الحرب المباشرة في عالم التجارة والعملات بين البلدين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف