المصرى اليوم
سليمان جودة
الوزير الثالث!
من لندن حيث يقيم الأستاذ سمير تكلا، جاءتنى رسالته التى يضيف فيها وزيراً ثالثاً إلى وزيرين كنت قد قلت فى مقال الأمس إنهما مسؤولان أمامنا عن الوصول بهذا البلد، إلى الموقع الذى يليق به على خريطة السياحة فى العالم.. فموقعنا الحالى عيب فى حقنا جميعاً.. عيب كبير!.

والأستاذ تكلا.. لمن لا يعرفه.. هو شيخ حارة فى العاصمة البريطانية، ويحزنه، ثم يحز فى نفسه، أن يرى عواصم العالم تقضم نصيبها من كعكة السياحة الإنجليزية.. إلا مصر.. فلقد حجبوا السائح البريطانى عن شرم، بعد حادث الطائرة الروسية فوق سيناء، رغم أن الطائرة كانت روسية، لا إنجليزية، ورغم أن الضحايا كانوا من الروس، ولم يكن بينهم إنجليزى واحد!.

وعندما حاولت مستشارتنا السياحية السابقة فى لندن، إعادة السياحة الإنجليزية إلى موقعها على أرضنا، عاقبها وزير السياحة السابق، كما لم يعاقب مستشارة فى مكانها من قبل، رغم أنها كانت تريد أن تفعل مثل زميلتها التونسية التى أعادت الإنجليز إلى تونس بعد حادث سوسة الشهير!.. وعاشت شرم تدفع ثمن جريمة لم ترتكبها.. ثم ثمن مستوى من الأداء لابد أن يتغير!.

الوزيران هما رانيا المشاط، وزيرة السياحة، ويونس المصرى، وزير الطيران.. إننا ننتظر أن نسمع منهما أن السياحة قبل مجيئهما كانت كذا، فأصبحت كيت.. بالرقم وبالمعلومة.. لأن مصر التى تملك معابد فيلة، ووادى الملوك، ومعبد حتشبسوت، وطريق الكباش، ومعبد الأقصر، ومعبد الكرنك، والأهرامات المتناثرة على امتداد البلد، والعشرات، بل المئات من مثل هذه المواقع، لا يجوز أن يكون نصيبها من السياحة على هذه الدرجة من الضعف ومن الهزال!.

والوزير الثالث هو وزير التعليم الذى عليه أن يجعل السياحة مُقرراً لا يتغير بين مقررات وزارته.. فلقد كان هذا هو شرط الجنرال فرانكو فى إسبانيا، عندما طلبوا منه فتح بلاده أمام سياح العالم.. وكان الرجل يضع يده فى الحقيقة على أصل الموضوع، لأنه ليس من الممكن أن نتصور مجىء السائح إلى بلد، إلا إذا كان سلوك الناس فيه جاذباً، لا طارداً، ولا مُنفراً.. والناس لن يتعلموا هذا فى بطون أمهاتهم، ولكنهم يتعلمونه فى مدارس بالمعنى الأصيل لكلمة مدارس!.

الأستاذ تكلا يصل إلى قناعة من خلال وقائع كثيرة يرصدها من مكانه هناك، بأننا «موش عاوزين سياحة»!.. وليس أمام الوزراء الثلاثة إلا إثبات العكس له.. ولنا!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف