جلال دويدار
خواطر - تكريم الوزراء السابقين تقليد إيجابي وحضاري
خواطر
تقليد ايجابي وحضاري ومرحب به أسعدني أن يتبناه الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الحكومة الجديدة تمثل في تكريم الوزراء الذين تركوا مناصبهم في حضور الوزراء الجدد الذين حلوا محلهم. لاجدال أن مثل هذا السلوك سوف يخفف من مرارة التخلي عن المنصب وإعطاء لصاحبه احساسا بأنه أدي واجبه ومسئولياته بالشكل الذي يدعو إلي هذا التكريم. انه سوف يعطي لصاحبه احساسا بأن تغييره لايعني أنه أصبح منبوذا ومغضوباً عليه وإنما هدفه السعي إلي التجديد من أجل المزيد من الانجاز. إنها سنة الحياة التي تتوافق مع المثل العامي الذي يقول لو دامت لغيرك ماكانت وصلت إليك.
من ناحية أخري فإنني أرجو الا يكون هذا التكريم مظهريا لامغزي له ولاهدف. ان فاعليته لخدمة الصالح العام لابد وأن تستند إلي استمرارية ماهو صالح من السياسات التي عمل علي تفعيلها وتنفيذها هذا الوزير السابق. حان الوقت ونحن نعمل علي تسريع بناء هذا الوطن للتخلص من الآفة القديمة التي ارتبطت ببعض الفراعنة القدماء. هؤلاء كانوا يتعمدون طمس ماحققه من كانوا قبلهم من انجازات ووضع اسمائهم عليها.
إن تغلب روح التعاون والتجرد واعلاء الرغبة في خدمة الوطن تحتم علي الوزير الجديد أن يستكمل كل ما هو يخدم الصالح العام.. من أعمال الوزير الذي سبقه. إقدامه علي هذه الخطوة يعني توفير الوقت والمال والجهود التي بُذلت. يجب ان يكون مفهوما ان التزامه بهذا الفكر لايلغي اجتهاده وان تكون له بصمته الخاصة فيما يتم اضافته لضمان المزيد من العائد والانجاز. من المؤكد ان وجود الوزيرين السابق والجديد في حفل التكريم هو رسالة واضحة لصالح استمرارية السياسات والانجازات.
تجدر الاشارة إلي ان ماتم بالنسبة لزيادة معاشات الوزراء السابقين كان اجراء ضرورياً لضمان العيش الكريم لهم. هذا الاحساس يجعلهم دائما جاهزين ومستعدين لتقديم خدماتهم في أي وقت للمساهمة في مسيرة النهوض والتقدم.
في هذا الشأن فإنه ولصالح هذا الوطن.. من المهم ألا ينقطع التواصل بين الوزيرين الجديد والقديم للاستفسار عن أي شأن أو معلومة تتعلق با هو منوط بمسئوليات المنصب الذي يشغله الصالح العام. علينا أن ننظر إلي هذا التقليد بأنه فكر وسلوك جديدان علي مسئولي الدولة.. يتحتم الالتزام به في حالة التغيير ضمانا لاستمرار المسيرة نحو الأهداف المرجوة.