الأهرام
أشرف العشرى
لا ترجموا الوطن.. الهزيمة ليست قدرا
أعلم أن هناك الكثير الذى كتب وقيل وملأ الحياة صخبا فى مصر طيلة الأيام الماضية بعد خروجنا المؤلم من مونديال كأس العالم بروسيا بهذه النتائج الهزيلة، حيث إن المصاب الكروى كان عظيما والهزائم كانت قاسية شكلت إطارا كاشفا للمستوى والضعف والهوان الذى ظهرنا عليه ومدى الخفة والتسيب الذى تعاملنا به مع الذهاب إلى هذا المحفل الكروى الدولي.

ناهيك عن حجم التجاوزات والممارسات غير الانضباطية والسلوكيات الشائنة التى برزت خلال الذهاب والإقامة داخل معسكر وفندق الإقامة والفوضى الجوالة التى ضربت الجميع مسئولين فى اتحاد الكرة والبعثة والطاقم المسئول عن إعداد وتجهيز الفريق الوطنى واللاعبين والمساعدين وقبل هذا وذاك طريقة إدارة وإعداد وتجهيز الفريق من قبل المدرب كوبر الذى جعلنا أضحوكة وكشف مدى عجزه وفشله وقلة حيلته واعتماده طرق التدريب واللعب وتنفيذ الخطط العقيمة. أما وإن كل هذا قد حدث وانفض السامر وكشفت الحقائق المرة المؤلمة لتلك الانتكاسة التى فضلت التريث ومراقبة تطورات تلك المأساة عن بعد وعدم الكتابة فى حينها إجلاء لكل الحقائق وانتظارا لتهدئة النفوس واستخلاص العبر واجراء عملية التقييم والمراجعة النهائية، فأنا أعود للكتابة اليوم فى هذا الشأن بعيدا عن الضجيج والتشاؤم وحفلات المزايدة اعتمادا على زاويتين بهدف الإصلاح القويم ودراسة العبر ومعالجة هذا الخلل وتجاوز تلك الانتكاسة من جذورها ولذا فان الزاوية أو الطرح الأول الذى أعتمد عليه وأطالب به ألا تنتهى تلك النهاية المرعبة والإخفاق والانتكاسة التى ألمت بنا فى سباق مونديال كأس العالم فى روسيا وتمر مرور الكرام ونكتفى بحفلات الندابات التى نصبت عقب تلك الخسائر الثقيلة أو يطوى هذا الملف ويغلق الحديث فيه دون حساب بل على العكس يجب إعادة فتح هذا الملف برمته وبشكل احترافى دقيق عن طريق الجهات الرقابية والمحاسبية من جهة ومجلس النواب ولجنته الرئيسية المسئولة عن الشباب والرياضة وأن تجرى تحقيقات موسعة وموثقة فى هذا الشأن وترفع تقاريرها لرئاسة البرلمان وتعقد الكثير من الجلسات العامة لتدارس تلك الأخطاء وتحليل أسباب تلك الانتكاسة وطرح آليات التصحيح والحل والعلاج من الجذور حتى لو اضطررنا إلى اتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة على طريقة العلاج بالصدمة. الطرح الثانى فى هذا الشأن هو الرفض والاستنكار لهذه الأساليب المموجة التى تشكلت عبر بعض الكتابات غير المسئولة أو الغث الذى سوقته فرق الجماعات الإرهابية فى الخارج وبعض أزلامها فى الداخل الذين ينتسبون صراحة إلى جماعة الإخوان الإرهابية التى تبنت حملات مأجورة من مقار نضال الفنادق فى كل من قطر وتركيا وملأوا الفضاء ووسائل الإعلام بالنقابات الإعلامية المزورة عبر السوشيال ميديا ومنصاتها للنيل من مصر والشخصية المصرية ومحاولة تصدير اليأس والاحباط والادعاءات الكاذبة بأن ما حدث للفريق الوطنى هو انعكاس سلبى لمجمل الفشل والتراجع الذى يلازم المصريين سابقا وحاليا والسعى نحو الهدم والتخريب والرجم للشخصية المصرية ونشر وتثبيت الاحباط والهم حتى تعلق الأمر بتاريخ وأمجاد هذا الوطن التليد. وهنا وجب علينا الانتباه والاستفاقة لمثل هذه الدعاوى التخريبية التى تسمح للفوضويين والمغرضين بالتلاعب بالعقول والتشكيك فى قدرات وانجازات واعجاز المصريين مع ضرورة الوضع فى الاعتبار أن الهزيمة والانكسار فى مباريات المونديال ليست قدرا بل هى أخطاء وتجاوزات وقعت من المسئولين عن الفريق الوطنى وليست مسئولية قيادة أو حكومة أو شعب وأن هذا الأمر أو تلك الخسارة لا تتعلق بفريق مصر وحده بل على العكس الرياضة دوما مكسب وخسارة بدليل أن فرقا عالمية خسرت وخرجت من المونديال مبكرا ولنا فى فريق ألمانيا على سبيل المثال لا الحصر آية ونموذج وهو الفريق الحاصل على كأس العالم السابقة فهل علقت حكومة ميركل لفريق ألمانيا المشانق وطالبوا بإعدام أعضاء الفريق فى مكان عام واعتبار ألمانيا بقضها وقضيضها دولة فاشلة عاجزة بلا تاريخ أو نجاحات أو إنجازات. بات علينا هنا فى مصر أن نتنبه لمثل هذه المحاولات والممارسات والحملات المأجورة بشيء من العقلانية ومنطق الأمور التى تسعى لتخريب وتدجين الشخصية والعقلية المصرية لترسيخ وتكريس روح الهزيمة والانكسارات فى النفوس والنيل من مجمل النجاحات والانجازات التى تحققت وتتحقق كل يوم فى مصر وتغطى حاليا سماء هذا الوطن حيث تقارير التصنيف والتمويل الدولية وكذا الصادرة عن الأمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة تؤكد أن هناك نجاحا حقيقيا فى المسارات الاقتصادية والتنموية والعسكرية والإنسانية وقفزة فى استحقاقات البنية الأساسية غير مسبوقة منذ أكثر من 50 عاما. فى أهمية ما سبق أو أهم أن نتعلم من الدروس والأخطاء وألا نكرر تجارب الماضى حيث الهزيمة فى الرياضة أو الانتكاسة فى سباق عالمى ليست قدرا محتوما بل يجب توسيع دائرة الرؤية والنظر لمشاهدة ومتابعة قصص النجاح العديدة فى مصر حاليا حيث إن استكمال النجاح يحتاج أيضا إلى الصبر والمثابرة لاجتياز التحديات فها هى مصر قد عادت وبالتالى وجب علينا الثقة فى أنفسنا وألا ننكسر أو نستسلم أو نتنازل عن مواقعنا وأهدافنا التى يمارسها أعداؤنا اليوم وغدا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف