الأهرام
مصطفى عبد الغنى
عودة تمثال عبد الناصر.. ولكن!
تحية الى المسئولين فى ماسبيرو لعودة تمثال جمال عبدالناصر الى قاعته الأولى فى البهو حيث كان قبل أن يختفى لفترة طويلة, وقتها غضب البعض وتردد ان اختفاءه جاء لظروف غامضة خاصة وقد وضع ماكيت المبنى مكان التمثال ليملأ الفراغ. وقد أثير وقتها أنه رغم مرور فترة طويلة، لن يعد تمثال الرئيس جمال عبد الناصر إلى قاعدته فى البهو الرئيس مرة اخرى وأنه جرى وضع ماكيت مبنى «ماسبيرو» مكان هذا التمثال الفريد ليملأ الفراغ الذى لا يملؤه سوى تمثال الزعيم.. بيد أن عبد الناصر حضر ولكن وجوده هنا مازال .. فى هذا البهو الرسمى.

إن عودة تمثال عبد الناصر يثير لدينا الكثير من الشجون التى تحزن الانسان المصرى. فها هو تمثال فرعونى لملك مصرى (تحتمس الثالث) فى باريس يعانى هذا المشهد المؤلم حيث يعلوه تمثال شامبليون وهو يطأ بحذائه رأس الملك المصرى، خاصة أن المشهد يحدث فى جامعة أوروبية هى الكوليدج دى فرانس. وها هو تمثال (رأس) الملكة المصرية الشهيرة نفرتيرى حيث تنتظر الملكة الفرعونية لوضع رأسها وتاجها الفرعونى المميز على جسم امرأة باريسية ليست لها علاقة بجسم المرأة التى لا تحمل أي علامة أو أثر اللتقاليد المصرية. وها هو تمثال رمسيس الثانى, الملك المصرى الأعظم, بالمتحف البريطانى بلندن وقد وضع الحذاء إمام تمثال الملك المصرى العظيم. وها هو تمثال محمد على فى ميدان المنشية بالإسكندرية، والفنان الفرنسى الفريد جاكمار هو الذى صنع تمثال محمد علي. وها هو تمثال عبدالناصر يعود الى البهو الرئيسى للمبنى, وهو مايذكرنا بعديد من الصور المثالية حولنا, فها نحن نعجب بشموخ تمثال ابن خلدون فى العاصمة التونسية وانتصاب المتنبى فى العاصمة العراقية حين كان فيها تماثيل شهريار وشهرزاد والجنية والصياد وكهرمانة وحمورابى والمتنبى وأبو جعفر المنصور ومحمد على سليمان باشا... وغيرها من التماثيل/الرموز التى تؤكد الوعى بصاحب التمثال ومجده ممن مثلوا رموزا رائعة فى التاريخ العربى. وهو يؤكد وعى المسئولين والمثاليين والمعاصرين.

غير أن الغريب أننا امام هذا كله اليوم أمام دعوات يتبناها العديد من عارفينا وعلمائنا ومسئولينا بضرورة الخلاص من هذه الرموز الوطنية ورموزها الواعية، فقد تردد فى الفترة الأخيرة، وعلى لسان هؤلاء, أن تحطيم التماثيل وطمس الوجوه أو تغطيتها بالشمع يصبح هو الواجب الغائب عنا، فى حين أن حضور هذه الرموز ودلالاتها يصبح هو الوعى الحاضر وفرض العين الذى يجب التنبه اليه!. وهو ما يذكرنى على المستوى الشخصى ان أعود وأستعيد هذه القاعدة الضخمة الفارغة بميدان التحرير التى كان لابد ان تتم إعادة وضع تمثال جمال عبد الناصر عليها.. وتمضى السنوات والقاعدة فارغة، لكن الرمز الناصرى حاضر فى القلوب، ولكن غائب فى الميدان.. لقد عاد رمز عبد الناصر الى بهو ماسبيرو فهل يعود إلى ميدان التحرير؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف