الوطن
حسن شاهين
الوطن يوم الحسم والكرامة
الثالث من يوليو عام 2013، ذلك اليوم الذى سجله التاريخ بحروف من نور حينما انتصرت كلمة الوطن وأعلنت القوات المسلحة المصرية خارطة الطريق وانحازت لإرادة الشعب المصرى العظيم الذى ثار على جماعة الإرهاب والدم.

وأصبح ذلك اليوم هو يوم الحسم لاستعادة كرامة الوطن والمواطن بعد عزل محمد مرسى وإعلان تحرير البلاد من سطوة جماعة الإخوان التى كانت تعبث بالأمن القومى وتطلق ميليشياتها المسلحة لإرهاب الشعب.

وكانت خارطة الطريق التى أعلنتها القوات المسلحة المصرية فى هذا اليوم ناتجة عن تشاورات عديدة عقدتها حملة «تمرد» مع كل القوى الوطنية وحددت ملامحها بالاتفاق على عزل محمد مرسى وإسقاط العمل بالدستور الإخوانى وتعيين رئيس جمهورية مؤقت متمثلاً فى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور حين ذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وجاء يوم الثالث من يوليو بالمفاجأة حين جاءنا اتصال من القيادة العامة للقوات المسلحة وطلبت منا الحضور فى الوقت الذى كنا نعقد فيه مؤتمراً لحملة «تمرد» داخل مقر جريدة «الوطن» وكان لدينا أيضاً موعد مع الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل للتشاور حول بعض الأوضاع الداخلية والخارجية فيما يخص استمرار احتشاد المصريين فى جميع شوارع وميادين مصر للمطالبة برحيل جماعة الإخوان ورئيسها المعزول محمد مرسى.

وكان غير متوقع على الإطلاق أن يكون هذا اليوم هو يوم الخلاص وكنا نعقد مؤتمرنا داخل جريدة «الوطن» بعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة لحث الشعب المصرى على الاستمرار فى الاعتصام داخل الميادين والتصعيد بانطلاق مسيرات تتجه نحو قصر القبة ومقر الحرس الجمهورى للاعتصام أمامهما حتى إسقاط حكم الجماعة.

وبعد الانتهاء من المؤتمر الصحفى داخل مقر جريدة «الوطن» اتفقنا أنا وزملائى محمد عبدالعزيز ومحمود بدر بأن أقوم بالذهاب إلى الأستاذ محمد حسنين هيكل لأهمية عدم تأجيل الموعد وعلى أن يتحرك الآخرون إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة معتقدين جميعاً أنه اجتماع للتشاور حول الموقف السياسى وقتها.

وذهبت بالفعل للأستاذ محمد حسنين هيكل بعد انتهاء المؤتمر الصحفى وتحرك الآخرون إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وعلمت وقتها أن هناك طرحاً مقدماً من وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى حين ذلك بالاستفتاء على بقاء مرسى أو عدمه ولكن إرادة الشعب كانت تطالب بإسقاط الجماعة ولا بديل عن ذلك.

وبعد عدة ساعات علمت من الأستاذ هيكل أن الأمر قد حُسم واليوم هو يوم الخلاص وتأهبنا لسماع بيان القوات المسلحة المصرية بإعلان خارطة الطريق وشاهدت البيان مع الأستاذ هيكل ثم خرجت لأرى فرحة المصريين بسماع البيان الذى استعاد الوطن من أيدى مجموعة القتلة وأنصارهم من الإرهابيين المتقاعدين وشاهدت أفراح المصريين بسماع البيان.

شكراً سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لبى نداء شعبه وانحاز لإرادة المصريين، وشكراً جريدة «الوطن» التى فتحت أبوابها إلينا فى أصعب الأوقات أكثر من مرة لاستضافة مؤتمراتنا، وشكراً للرئيس عدلى منصور الذى تولى مرحلة انتقالية صعبة فى تاريخ الوطن، وشكراً للشعب المصرى العظيم الذى علم العالم كله معنى كلمة وطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف