الأخبار
جلال دويدار
خواطر - هل نحن حقاً جادون في إصلاح أحوال الكرة المصرية الفاسدة؟
خواطر
رغم الترحيب بأي مبادرة لانتشال الكرة المصرية من عثرتها المشينة التي فضحتها المشاركة في مونديال روسيا وما اتسمت به من سوء الأداء وعدم المسئولية.. إلا أن ما أخشاه أن تكون الإشادات التي حظيت بها من جانب المسئولين عن »وكستها»‬ تستهدف احتواء حالة الحزن والغضب التي انتابت الشارع المصري.. ليس خافيا أن ما حدث ليس إلا دليل القصور والاهمال والفساد الذي يعشش في كل ما يحيط بهذه المنظومة الرياضية سواء في النوادي أو اتحاد الكرة.
ثبت يقينا وعلي ضوء نتائج المشاركة في مونديال روسيا أن اتحاد الكرة يمارس مهامه بعدم مبالاة ومتجردا من أي مسئولية مهنية أو وطنية. إنه يعتمد علي التخويف والإرهاب بحظر تجميد أي تحرك من جانب الدولة لإصلاح هذه الأحوال. إنه يهدد بأن ذلك سوف يدفع الاتحاد الدولي »‬الفيفا» إلي شطب مصر من عضويته وبالتالي عدم المشاركة في المسابقات الدولية والحرمان من جميع الامتيازات.. طبعا فإنه لا هدف لهذا التهديد سوي البقاء في كراسيهم وهذا هو ما يهمهم حتي لو كان ذلك علي انقاض انهيار اللعبة في مصر.
من جانب آخر فإنه لابد وأن يوضع في الاعتبار عند تحليل ما احاط بمسخرة تواجدنا في مونديال روسيا وما صاحبه من فوضي وعدم انضباط. انه لم يتم التعامل مع هذا الحدث بالجدية الواجبة وإنما وكما تعودنا عمدنا إلي تحويله إلي زفة وهوجة تورط فيها المكلفون بالاشراف علي مشاركتنا. إن الاعتراض ليس علي النتائج باعتبار أن الرياضة مكسب وخسارة ولكنه علي الظهور غير المشرف بعدم تقديم الأداء المقنع الذي يستحق الملايين من الدولارات التي تم ويتم إنفاقها.
لا يمكن بأي حال النظر إلي ما جري في مونديال روسيا من زاوية الخروج المهين من الدور الأول بالانهزام في مبارياته الثلاث.. ولكن ما يؤسف له ويزيد من حالة الاحباط أن لا أحد اهتم بتقديم تبرير لأسباب السقوط بهذه الصورة المذرية واحتلال المركز قبل الأخير في البطولة.. لا جدال أن الشحن المضلل للجماهير واللاعبين ساهم في المهزلة.
ليس هناك ما يقال تعقيبا أو تعليقا سوي ابداء الحسرة علي عشرات بل مئات الملايين من الدولارات التي تم انفاقها من جانب اتحاد الكرة ومن النوادي التي تمد منتخبنا باللاعبين. في هذا الشأن فإنه لا يمكن تبرئة سياساتها وصراعاتها وفسادها من مسئولية ما حدث.. حرام حرام بكل المقاييس ما تدفعه هذه النوادي للاعبين النكرة »‬الكُتع» في دولة فقيرة تعاني وتقاسي.
إن مشاركتنا المشرفة في المنافسات الدولية لا يمكن أن تتحقق سوي بإصلاح إدارة اتحاد الكرة وأحوال النوادي. حان الوقت لأن نفهم مفهوم الرياضة علي حقيقته وعلي أساس التقدير السليم للمتطلبات.. ليس من سبيل سوي بالصراحة والمواجهة والشفافية.
أتوقع أن ينفض المولد والضجة والضجيج حول هذه الفضيحة ليتم بعد أيام أو أسابيع تناسي كل شيء لتعود ريمة إلي عادتها القديمة وتتكرر المأساة وما يصاحبها من لطم للخدود ينتهي إلي لا شيء. إن المصريين وبقدر غضبهم وحزنهم علي الأداء المزري لمنتخب كرة القدم في المونديال سوف يسعدون كثيرا إذا ما تم الاعلان عن تسريح اتحاد الكرة المصري ومعهم العديد من أعضاء المنتخب باعتبارهم يتحملون مسئولية الانهيار.
إن المواطنين عشاق الساحرة المستديرة لم يكونوا يتوقعون أن يحقق الفريق أي فوز إلا انهم وفي اطار تقديرهم لإمكاناته كانوا يأملون أن تكون المشاركة والاداء علي غير ما كان عليه بهذا السوء وهذا المظهر المزري. وعي هؤلاء المواطنين جعلهم يشيدون بأداء فريقي المغرب وتونس رغم أن الفريقين خرجا أيضا من الدور الأول. ليس من سبيل للخروج من غمامة الأسي والحزن علي أحوال فريقنا سوي الاعتراف بأن ما حدث كان فضيحة وكارثة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف