مرعي يونس
منتخبنا الكروي .. وغياب الممارسة
الفشل ليس عيباً. إنما العيب ألا نتعلم من الفشل. وألا نحوله إلي نجاح. والفشل لا يأتي من فراغ. وإنما له أسباب ومسببات ولا يمحوه التبرير والكلام والتحجج.. والهزائم الثلاث المتتالية التي مُني بها منتخب كرة القدم في مونديال روسيا تدخل تحت بند الفشل الذريع في كرة القدم. رغم عدم ميلي إلي جلد الذات. ولكن الهدف هو التعليم وعدم تكرار الخطأ.
إذا نجحنا في تحديد الأسباب التي تعوق تقدمنا في كرة القدم. ومجالات كثيرة.. وتصارحنا نكون قد وضعنا أقدامنا علي أول طريق النجاح.. في تقديري أن المجتمع المصري يعاني من عدة سلبيات أبرزها سوء الإدارة. ونوع خطير من التفكير يسمي التفكير بالتمني أو التفكير الرغبي. وهذا النوع من التفكير يقتل التفكير العلمي ويجعل الإنسان يميل إلي الاسترخاء وعدم قدرتنا علي التقاط الكفاءات أو تركها تهاجر ثم عدم قدرتنا علي المتابعة والتقييم.. وأن كفاءة واحدة وسط فريق من البيروقراطيين والكسالي لا تفعل شيئاً. والدليل أن محمد صلاح وهو لاعب كفء لم يستطع عمل شيء وسط لاعبين غابت عنهم إرادة النصر. وغاب عنهم الفكر والتخطيط والتكتيك. وأيضاً المهارات. وعدم كفاية التعليم أو عدم الممارسة الثقافية.
في عامي 1988 ــ 1989 تعرفت علي صحفي كندي كان يزاملني في العمل بوكالة الأنباء الصينية ببكين. وكنت أحرص علي الحديث معه لكي أتعلم منه مهارات اللغة والكلام. وعرفت أنه عمل مراسلاً صحفياً في مصر. وأجري مقابلات مع الراحلين يوسف إدريس ونجيب محفوظ وآخرين.. إن مشكلة كل أبناء العالم الثالث هي الممارسة "Practice" أي أنهم لا يتلقون التدريب الكافي لاكتساب مهارات الحياة.
وحينما بحثت عن هذه الكلمة. وجدتها من الكلمات الصعبة. فمعانيها تتعدد بتعدد السياق. أما كلمة ممارسة في العربية فتعني التدرب علي أشياء بعينها. وكان القدماء يقولون "تمرس بالنوائب والخطوب" أي مارسها. بمعني تعرض لها وخبرها.. ومنها جاء المراس "بكسر الميم وفتح الراء" فيقال "فلان ذو مِراس" أي ذو جلد وقوة وممارسة للأمور. وثمة مهن وحرف مثل الطب والهندسة والترجمة. وحتي الحرف الأخري تحتاج إلي ممارسة وجلد. أي صبر وقوة. ومنها أيضاً كرة القدم. ونحن لا نتلقي الممارسة الكافية التي تكسبنا المهارة اللازمة لتطوير أنفسنا وتحسين الحياة.