الجمهورية
مصطفى عبد الغفار
فرصة تنموية للجميع
نهر النيل هو شريان الحياة للمصريين وكما قال هيردوت في الماضي إن مصر هبة النيل كل هذا الكلام الجميل يعرفه الجميع ولكن السلوك اليومي للمصريين لا يتفق مع هذا الكلام فلو عرف المصريون قيمة مياه نهر النيل لما تصرف الكثير منهم بدون مبالاة عند التعامل مع المياه فلا تجد في دولة تعاني من ضعف مصادر المياه رجل يقرر أن يرش الشارع بمياه الشرب أو يغسل سيارته في منتصف الشارع أو سيدة تترك المياه تجري من الحنفية حتي تنتهي من الطبخ هناك سلوكيات كثيرة يجب إعادة النظر فيها للحفاظ علي الماء.
والحفاظ علي المياه ليس مسئولية الدولة وحدها إنما هي مسئولية مشتركة بين الدولة والشعب فيجب علي الحكومة القيام بحملات توعية بأهمية المياه خلال المرحلة القادمة وعلي الشعب أن يعرف أنه ليس معني توافر المياه أن نستهلك بلا وعي وأن نهدر ما لدينا بدون حساب.
نحن نمر بمرحلة مهمة جداً في تاريخ نهر النيل في الماضي لم تكن هناك أطماع في مياهه ولكن الآن أصبح مطمعاً للجميع خاصة أن حروب المستقبل سوف تكون علي المياه وليس البترول ومن الطبيعي أن تحلم دول حوض النيل بالتنمية والتطور ولكن يجب ألا يكون علي حساب الآخر فلا يعقل أن تطلب مني أن أموت من أجل أن تعيش أنت ولكن إذا كانت العلاقة متوازنة وقائمة علي الاحترام المتبادل والرغبة في العيش في سلام اجتماعي واقتصادي مشترك فمرحبا بهذا الاتجاه.
ويجب هنا الاشادة بالقيادة السياسية ودورها في علاج مشكلة سد النهضة والآثار المترتبة عليه ووضع حد لاختلاف وجهات النظر بين مصر والسودان وإثيوبيا والوصول إلي آفاق جديدة للحل فالقرار الأخير بعمل مشروعات تنموية مشتركة بين الدول الثلاثة قرار زكي للاستفادة من مشروع سد النهضة لخدمة الدول الثلاثة وجعل المشروع فرصة تنموية للجميع بدلا من دخول دول خارجية في هذا الامر من أجل الاستفادة من خيرات نهر النيل وإفساد العلاقة بين الدول الثلاثة.
وفي الأخير يجب أن نثق في القيادة السياسية المصرية لحل أزمة سد النهضة وتحويله لمشروع اقتصادي يعود بالفائدة علي أبناء حوض النيل ويجب أن نقف بجوار الدولة في حماية مياه النيل من الاهدار والضياع بسبب اللامبالاة وغياب الوعي بأهمية المياه لمصر لأن نهر النيل هو شريان الحياة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف