الجمهورية
محمد نور الدين
أحزاب .. "الادعاء والمنظرة"
تسابقت قيادات الأحزاب.. تُثَـمِّن وتُشيد.. تفخر وتزهو بثورة 30 يونيه.. تفخز وتلمز. تدَّعي وتزعم أن دورها كان مؤثراً ومساعداً في التخلص من حكم الإخوان الإرهابي.. مع أن كل الحقائق والوقائع كشفت أن جميعها باستثناء: "الوفد" و"المصريين الأحرار" و"مستقبل وطن".. كانت أبعد ما تكون عن المشهد التاريخي. والانتصار الوطني الذي سطَّره الشعب.. وحَماه الجيش العظيم.
من زمان.. والأحزاب علي هذا الوضع من الضعف والمنظرة.. دائماً في وادي.. والوطن بشعبه في واد.. وزاد الأمر انحداراً بعد يناير 2011.. بتجاوز عدد الأحزاب رقم المائة.. دون أن يكون لها أدني تأثير.. مجرد إخطار وحجرة ويافطة.. وينضم حزب جديد إلي القائمة.. بلا قاعدة جماهيرية.. ومن غير برنامج أو خطة تحدد هدفه. وترسم سياساته.
في المسرات يتصدرون المشهد بالإشادة والتقدير.. وفي الملمات يتذيلون الصورة بالتنديد والتكدير.. وفي الانتصارات يحتفلون ويهتفون.. وفي التحديات ينسحبون ويتوارون.. ويكتفون بالتنظير والثرثرة دون فهم أو وعي.
أمام القضايا المصيرية.. تراجعت معظم الأحزاب. وعجزت عن تقديم رؤية تبين كيفية المواجهة والمعالجة.. اكتفت بالفرجة أثناء اقتحام الدولة بمؤسساتها الوطنية للمشكلة الاقتصادية.. ونجاحها في وضع إصلاح جذري. يعيد القوة والعنفوان للاقتصاد القومي.. ولجأت للمشاهدة والدولة بكافة أجهزتها تواجه الإرهاب بعزم وصلابة.. وتتمكن من بتر أياديه وقطع رءوس مخططيه.. كما عزفت عن المشاركة والوطن يتصدي لمظاهر الفساد والإفساد.. ويحارب غلاء الأسعار.. ويقف بالمرصاد وللإعلام الكاذب والشائعات والفبركة.
حتي فكرة "الاندماج".. رفضها معظم قيادات الأحزاب.. لأنها ببساطة تحد من نفوذهم.. وتقلل من شهرتهم.. وتخفض من نسب المكاسب والمنافع الذاتية.. وتفضح الهامشية والسطحية.
إن معظم الأحزاب.. لم يكن لها أي دور في إنجاح ثورة 30 يونيه. وبالتالي ليس من حقها الادعاء والاحتفاء.. وفي نفس الوقت فإن الخريطة الحزبية باتت في أمس الحاجة إلي التغيير والتعديل.. فلم يعد مقبولاً أن تبقي أغلب الأحزاب علي وضعها من الضعف وعدم الجماهيرية.. ولابد من تطوير نمط الإنشاء بحيث تتوفر لكل حزب مقومات تأسيسه. ومببرات إنشائه.. وضمان تأثيره.. لكن أن يستمر الوضع الراهن.. فلا فائدة ولا جدوي من تواجد هذا الكم الهائل من الأحزاب الورقية التي صارت عبئاً ثقيلاً علي الممارسة الديمقراطية.. ومعولاً هداماً للحياة الحزبية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف