الجمهورية
سعيد عبدالسلام
زواج الجبلاية من الكرة.. باطل!!
أكبر تحدي يواجه أي دولة هو الايرهاب والفساد.. وها هي مصرنا العظيمة بأجهزتها الوطنية المختلفة وما تضمه من الشرفاء والوطنيين في طريقها للقضاء علي الايرهاب بينما لاتزال الحرب علي الفساد قائمة ومتغلغلة لانه بات ينخر في عظام ومفاصل الدولة كالسوس.پ
فالكثيرون يمارسون الفساد كل علي طريقته الخاصة حيث هناك الكثيرون من رجال الاعمال والموظفين والعاملين يجدون لأنفسهم كل المبررات التي تدفعهم لممارسة الفساد علي حساب قوت الشعب الطيب.پ
ورغم الجهد الكبير الذي تقوم به الأجهزة الرقابية في الدولة وسقوط أعداد كبيرة من الفاسدين والمفسدين كل يوم الا أن هناك أعدادا كبيرة لاتزال تمارس هذا النوع القذر من معاول هدم الدول والمؤسسات لأنهم أشبه بالسلاسل العنقودية التي لاتنفرط بسهولة!!
وخلال الفترة الاخيرة لم أَجِد مؤسسة يجتمع الناس علي كرهها مثل إتحاد كرة القدم الذي يعد الأسوأ علي مدي تاريخ الاتحاد منذ إنشائه!! لان أغلب القائمين عليه سلكوا طريق الانانية واللعب مع الشيطان علي حساب سمعة مصر والمصلحة العامة للبلاد ناهيك عن الجهل بأسلوب الادارة العلمية السليمة التي ترتقي بالعمل بعيدا عن الفهلوة والعشوائية والتكتلات وغيرها من الامور التي تفسد أي عمل وتأخذ بناصيته بعيدا عن طريق النجاح.پ
فالمشكلة لا تتوقف عند الخروج من كأس العالم بخفي حنين "ومرمطة" سمعة الكرة المصرية في الوحل ولكنها تكمن في عمل المنظومة الذي يحيط به الروائح الكريهة من كل جانب!!پ
وقلنا مرارا أن زواج رأس المال من السلطة يؤدي في غالب الامر إلي فساد عظيم ولعلكم تتذكرون حكومة محمود محيي الدين التي سبقت خريف يناير 2011 والتي ساهمت بشكل مباشر فيما حدث ونفس الشيء فيما يتعلق بالخصخصة التي نهبت أموال الشعب في وضح النهار وتحت شرعية القوانين!!
المسئولون باتحاد الكرة لا يلعبون الثلاث ورقات في الجوانب الادارية فقط بل يتدخلون في الامور الفنية التي لا يعرفون عنها شيئا.. ولا يؤمنون بالتخصص وترك العمل الفني لاهله بل يحولون أنفسهم إلي خبراء يفتون في كل شيء مستغلين امتلاكهم للقرار.. فلم يطبقوا الاستراتيجية التي وضعها الدكتور محمود سعد المدير الفني للاتحاد للنهوض باللعبة والوصول بها إلي أعلي المستويات فباتت كرة القدم تترنح من القاعدة حتي رأس الهرم وبالتالي سقطت في الهاوية!!
ولم يخلق الاتحاد منظومة عمل مع الأندية التي تمثل الرافد الحقيقي للمنتخبات الوطنية فتراجعت الكرة في الأندية ناهيك عن نظام فاشل للمسابقات ومعايير غير موضوعيةعند اختيار مدربي المنتخبات.. كل هذه الامور تغلفها المجالات والمصالح الشخصية والمجاملات وبالتالي لابد أن يكتب علي جبينها السقوط والفشل!!
ان الدولة بدأت رحلة التحقيقات فيما يحدث داخل دهاليز الجبلاية لكشف الحقائق أمام الرأي العام بكل شفافية لمعاقبة المقصرين وكل ما نرجوه أن تبتعد تلك الخطوة عن أسلوب رد الفعل وأن تتخذ التحقيقات وقتها بعمق حتي تخرج بنتائج تخدم الكرة المصرية وتجعلها تفيق من سباتها العميق والذي جعل الجميع يفقد الثقة في الكرة المصرية التي تمثل الرئة التي يتنفس منها الشعب وإحدي القوي الناعمة التي يفترض أن تضيف الكثير إلي مصرنا العظيمة في محاربة الايرهاب.. لكنها وبكل أسف تحولت إلي نوع جديد من الايرهاب يحتاج الي محاربته واستئصاله قبل أن يتوحش ويتحول إلي ورم سرطاني أعاذني الله وإياكم.
والله من وراء القصد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف