حنان البهي
الصحيح والأصح في العمل الخيرى
منذ بداية اشتراكي في العمل الخيري سنة 2003 وأنا أرى كيف أن «معظم» القائمين على المؤسسات والجمعيات الخيرية يريدون لما ينتمون إليه من كيانات التفوق دون الآخرين. بل «منهم» من يراه تحديا أن تكون مؤسسته أو جمعيته في الصدارة والمقدمة. وبدأت بدوري الانخراط في هذا العمل بمنتهى الخيرية والحرية لأنني و»ألف حمد وشكر» لا أملك مؤسسة أو جمعية ولكنني متطوعة لوجه الله تعالى فقط وبكل طيب خاطر. ورأيت كيانات تولد وتكبر وتزدهر، كما رأيت غيرها لا يكاد يرى النور وكأنه طفل يولد وما يكاد يتنفس أنفاسه الأولى إلا ويُهمل بعدم صدق القائمين عليه أو يُكتم على أنفاسه ويموت. ولا أخفى عنكم سرا أنني منذ اللحظة الأولى مثلي مثل غيري هناك من أصدقه قولا وفعلا من تلك الكيانات، وهناك أيضا كيانات أخرى لا أكن لها أي تعاطف أو تصديق.
وبالرغم من وجود نوعين من تلك الجمعيات أو المؤسسات مثلها كآلاف غيرها في شتى أنواع الأعمال، فإن هناك من هم الأهم وهم المعنيون بالاهتمام، سواء كانوا أطفالا في مراكز الرعاية كأيتام أولى بالحب والاهتمام، أو مرضى يتم علاجهم في المستشفيات يتألمون ويتم علاجهم أو على الأقل بدء علاجهم. ولكن بالرغم من اختلافي أو اختلاف غيري أو حتى أحاسيسنا ومشاعرنا بعدم المصداقية تجاه البعض القليل يتبقى عندنا الفرحة لهؤلاء من تتم رعايتهم أو من يحلمون بالشفاء، بل يتجدد عندهم أمل لم تكن لديهم رفاهية القدرة على أن يفكروا فيه أو أن يخطر ببالهم أنهم المعنيون أكثر، وهم الأكثر أهمية مهما كانوا في أماكن تحيطها الشكوك إلا أن فرص شفائهم بالنسبة لي هي أهم من تعاطفي وتصديقي مليون مرة.
أكتب لكم هذه الكلمات: لأن الهجوم على بعض الكيانات الكبرى بحجة قبولها لحالات دون غيرها، أوقعني أنا نفسي في هذا المطب نفسه، ولكنني، وبعد انغماسي في هذه النوعية من الأعمال، اكتشفت أن قبول بعض الحالات الحرجة المصابة بالحروق الشديدة أو السرطان «على سبيل المثال وليس الحصر» يكون صعبا جدا في حالة خضوعها أو تلقيها لعلاج أو آخر مما يجعل عملية الشفاء شبه مستحيلة. وبالرغم من أنني لا ولم أعمل مع مستشفى سرطان الأطفال، وهو أحد الكيانات التي يتم الهجوم عليها الآن، ولمعرفتي بعدم قبول المستشفي كل الحالات، فإن لهم العذر كل العذر - كما أوضحت سابقا - لرفض أي حالة قد تلقت علاجا مختلفا عن بروتوكول المستشفى قبل دخوله، مما قد يتسبب في الإضرار الأشد من المرض نفسه للمريض.
وشيء آخر لا يقل أهمية؛ وهو ارتفاع نسبة النجاح في الشفاء التي حظي بها عدد لا يستهان به من الأطفال المرضى والذين حالفهم الحظ في دخول المستشفي، إضافة إلى الأمل المزروع في نفوس الآباء والأمهات لمجرد قبول ابنهم للعلاج في المستشفى.