عزت السعدنى
زلزال اسمه الخسارة فى كأس العالم!
صرخت سيدة لا أعرفها فى أذنى عبر التليفون الأرضى الذى نسيه الناس قائلة بأعلى صوتها: معقولة اللى جرى ده يا باشا وأنت تحمل لواء الدفاع عن مصر وحضارة مصر فى كل كتاباتك فى الأهرام ونصف الدنيا وفى كل كتبك.. وعن الإنسان المصرى المكافح والمدافع عن بلده.. ترابها.. مجدها.. تاريخها؟
سكتت لحظات لالتقاط أنفاسها ثم تابعت طلقات صوتها: معقولة يا باشا.. مصر تخسر من السعودية الشقيقة فى كأس العالم فى كرة القدم وأمام كل الدنيا والجماهير تتفرج على الخيبة الثقيلة للفريق المصرى الذى ظهر عاجزًا عن الفوز على واحد من الفرق غير المصنفة عالميا ومستواها الكروى متواضع للغاية بالقياس إلى مستوى الفريق المصرى العريق..
وفى النهاية نخرج من كأس العالم بهزيمة مشينة وكنا الأقرب إلى الفوز ولكن لاعبينا ومدربهم الهمام وخططه العجفاء العرجاء التى لا تودى ولا تجيب.. خذلونا وقصروا رقبتنا أمام أعين «الميديا العالمية».. لنخرج من كأس العالم بعار كروى لا يمحوه الزمان؟
* * *
سكت لحظات قلقت فيها صاحبة السؤال.. فراحت تزعق فى سماعة التليفون: أنت سامعنى يا أستاذ.. واللا سيادتك لأن المصيبة قد وقعت بالفعل موش عارف ترد عليّا؟
قلت لها: أبدًا أنا مثلك تماما فى حالة ذهول فكرى وتوهان نفسى وعقلى وقرف ما بعده قرف.. وزهق ما بعده زهق.. بعد خسارة منتخب مصر العظيم أو الذى كان عظيمًا أمام واحد من أضعف الفرق المشاركة فى كأس العالم.. أو على الأقل أضعف من الفريق المصرى على مستوى النتائج والبطولات والتاريخ الكروى.. وخصوصا أن كل الحسابات الكروية كانت ترجح كفة الفريق المصرى على الفريق العربى الشقيق فى لعبة الكرة.. وهى اللعبة الشعبية الأولى فى مصر وفى العالم من حولنا.
قالت: ماتزعلش قوى كده.. هى الكورة كده يوم ليك ويوم عليك!
قلت لها: لا.. بس الانتصار فى كل حاجة.. حاجة جميلة خالص واحنا كمصر وكشعب طول عمرنا متعودين على الانتصار.. وتحقيق البطولات!
* * *
تسألنى هى بخبث الحريم الذى عمره من عمر الخليقة: ولما احنا قادرين نحقق البطولات والانتصارات فى كل حاجة.. ليه مانجحناش المرة دى؟
قلت لها: لأسباب لا حصر لها.. أولها أن لدينا مدربا اسمه الخواجة كوبر بنى تاريخه الكروى كله كمدرب على الدفاع وليس الهجوم.. والدفاع دائما ما يأتى بطريقة أو نتيجة عكسية!
تقاطعنى هى: موش فاهمة عاوز تقول إيه بالضبط!
قلت لها: عاوز أقولك إن المدرب الأرجنتينى بتاعنا معندوش ولا طريقة واحدة فى التدريب وفى لعب المباريات!
تسألنى: إيه هى الطريقة اللى عشان أحكيها لولادى وجيرانى؟
قلت: يعنى أدافع عن بيتى اللى هو مملكتى ماحدش يخش عليا أو يخطف أى حاجة من البيت!
قالت: برضه موش فاهمة حاجة؟
قلت لها: على أى حال دى خطط كروية مالكيش دعوة بيها.. اللى له دعوة هما اللعيبة اللى خذلونا وخللوا رقبتنا زى السمسمة.. وجابوا لنا الهزيمة لحد باب الدار.. وعشان كده انهزمنا حتى من أضعف فرق المجموعة اللى بنلعب معاها فى كأس العالم..
وعلى فكرة اللى يتغلب فى كأس العالم.. يطلع بره!
تقاطعنى: يعنى إيه؟
قلت لها: يعنى يخرج من مسألة كأس العالم ويفضل بس الفرق اللى تعبت.. لحد أما توصل فى الآخر لبطل العالم!
تقاطعنى: طبعا موش احنا!
قلت لها: هو اللى يخسر أمام فريق السعودية عاوز كمان يكسب كأس العالم!
* * *
كلمات عاشت:
«اجرى جرى الوحوش غير رزقك لم تحوش». مثل شعبى معروف