خَدْشٌ طفيفٌ في القلبْ
لأن الحَوارِيَّ
صمتَ عن الحكايا
والمساءاتُ
...
تجِفُّ.
***
الحَواريون
ذوو العيونِ الطيّبة
ينتظرون دقَّةَ الربِّ
على بابِهمْ
يُنصتون للوصايا العشرْ
ثمّ
يجدلونَ السَّعفَ
مراكبَ
وأشرعةً
وصُلبانًا
يسكبونَ الطِّيْبَ
عند موطئِ القدمْ
وبعد ذلك
يفترقونْ.
***
ينزوي الفتى
الذي حملَ الكتابَ
في صدرِه
بعدما أعدَّ العَشاءَ الأخيرْ
ثم ينتظرُ الصَّبيَّة التي
نسيتْ أن تعيشَ
وأخفقتْ في أن تموتْ
حتى يُعلِّمَها
درسَ السَّامريّ الصالحْ
ويُحذِّرَها
من شوكةِ «زهرة الصبح».
***
يأتي الصبحُ
يسمعانِ صوتَ الديكْ
فينهمرُ عبر شرفتِها
من جديدْ
رذاذُ الحَيرة.
***
تجلسُ
في ركن الدارِ
وحيدةً
كما دائمًا
يدُها على خدِّها
وقلبُها في غُربته
تنتظرْ.
***
بعد برهةٍ
سيأتي الملكُ الذي
يقفُ بالبابِ ويقْرعْ
تِكْ
تِكْ
تِكْ
مَن يسمعُ صوتَه
يفتحُ البابَ
والعَشاءُ
مُعَدٌّ.
***
لكن الصَّوتَ لا يأتي
ولا البابَ
قُرِعْ.
***
قرونٌ عديدة أخرى
يجِبُ أنْ تمرَّ
حتى تقِفَ الإجاباتُ على أسئلة
قرونٌ عديدة
حتى تُصادِفَ البنتُ الحزينةُ
حواريًّا طيبًا
بعينين رطبتيْن
لا يصمَتُ عن الحكايا
ولا يتركُ في القلبِ
خدشًا
طفيفًا
.
يُوجِعُ.