مصطفى النجار
من ينقذ مطار القاهرة الدولى من مأساة «7الصبح»؟!
القرارات السريعة بتغيير عدد من قيادات المطارات ومصر للطيران هل تكون البداية؟
وهل يتخذ وزير الطيران المدنى الجديد القرار الصعب بنقل مكتبه إلى مطار القاهرة؟
قبل سنوات طويلة كنت أتجاذب أطراف الحديث مع الراحل الدكتور ممدوح البلتاجى أحد أشهر وزراء السياحة فى تاريخ مصر حول المشكلات التى يعانيها السائح فى مصر منذ لحظة وصوله مطار القاهرة الدولى ومرورا بمنطقة الأهرام الأثرية والتاكسى وتعامله مع السائح والبازارات ومصائبها وغير ذلك الكثير.. فجأة التفت إلى الدكتور البلتاجى وقال فى صراحة.. تعرف يا عزيزى.. إن كثرة ما أتلقاه من مشكلات بسبب سوء معاملة السائح على عكس ما يجده هذا السائح فى دولة مثل فرنسا أو إسبانيا تجعلنى أتخيل أن مهمتى ومهمة أى وزير للسياحة أن يقف فى مطار القاهرة فى صالة السفر وليس الاستقبال ـ وأن أحرص على اهداء وردة لكل سائح تعبيرا عن اعتذارنا عن كل هذه المشكلات التى لا مبرر لها وأرجوه أن يعود إلى زيارتنا وأن «يسامحنا».
إلى هذا الحد وصل الخيال بالرجل من كثرة «الزعل» من تعرض السائح فى مصر للمشاكل واقتناعا منه بأن أقوى وسيلة لتسويق مصر هى أن يعود السائح سعيدا مبسوطا إلى بلده وبالتالى ستكون عنده الرغبة فى العودة والقدرة على اقناع أهله واصدقائه لزيارة مصر.. أى أننا سنكسب سائحا جديدا فضلا عن تكرار زيارة هذا السائح «المبسوط» بدلا من أن يسافر غاضبا من مصر ويقرر عدم العودة.. وتلك مصيبة كبرى.. لأن تكرارية الزيارة هى التى تجعل السياح بالملايين فى الدول السياحية الكبرى.
تذكرت هذا الحوار أحد أيام الأسبوع الماضى وبالتحديد الساعة «7 الصبح» عندما فوجئت بصوت أحد أصدقائى من كبار رجال السياحة وهو يصرخ تليفونيا من صالة (3) بمطار القاهرة الدولى قائلا: مصطفى.. ما أراه أمامى مأساة.. إن أى سائح هنا لن يعود مرة أخرى، إن الفوضى وعدم النظام والطوابير تمتد إلى نهاية الصالة ولا أقول خارج المطار وعمليات التفتيش وخلع الأحذية أكثر من مرة.. وأخذ الرجل يعدد أوجه «المأساة» التى يشهدها مطار القاهرة الدولى الساعة «7 الصبح» كل يوم بسبب شدة الزحام.
قلت له يا صديقى هون على نفسك.. لقد كتبت فى هذا الموضوع أكثر من مرة،، ولا حل.
طبعا المشكلة أن جميع رحلات مصر للطيران إلى أوروبا تتجمع فى هذه الساعة أو وصول المسافرين يكون فى حدود «7 الصبح» لأن رحلات لندن وباريس وبرلين وغيرها من كل مدن أوروبا تكون فى حدود التاسعة أو العاشرة صباحا ومن هنا يأتى الزحام الذى تعقبه الفوضى بالتأكيد وكل جهة من الجهات التى تعمل بالمطار تلقى بالمسئولية على الأخرى والنتيجة هذه المأساة اليومية التى تجعل السائح الذى يرى هذا المنظر لا يفكر فى العودة إلى مصر مرة أخرى.
وأردف الرجل قائلا: إن مشكلة صالة (3) لابد لها من حل خاصة «7 الصبح» وأيضا «7 مساء» عند عودة هذه الرحلات.. وأضاف أن هناك مشكلة أخرى لا حل لها منذ افتتاح مبنى الركاب رقم (2) فعملية الوصول لهذا المبنى مأساة هى الأخرى وعدم وجود جراج قريب مأساة وصعوبة الحركة فى المنطقة خارج المبنى مأساة.. إن عملية الجراجات فى ميناء القاهرة كلها تحتاج إلى إعادة نظر.. لابد من حل لــ«حوارى جحا» فى مواقف المطار، لابد من تخطيط يجعل الحركة أكثر سهولة كما فى كل مطارات العالم أو حتى مطار دبى القريب منا والذى يستقبل الملايين من البشر أضعاف مطار القاهرة.
ولعلى هنا استبشر خيرا بوزير الطيران المدنى الجديد الفريق يونس المصرى.. فتحركاته السريعة على أرض الواقع وزياراته التفقدية لمطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة أعطت للجميع انطباعا أنه لن يجلس فى المكاتب بل سيتعرف على المشاكل بنفسه وذلك كان مصدر سعادة لنا ولذلك أنا أدعوه إلى تكرار مثل هذه الزيارات وإن كنت تحديدا أدعوه فورا لزيارة صالة (3) بمطار القاهرة الدولى الساعة «7 الصبح» ليرى بنفسه ما نكتبه اليوم ويتعرف على حجم هذه المأساة التى تؤذى سمعة مصر وتجعلنا فى عيون السائح وكأننا لا نعيش فى القرن الحادى والعشرين ونحبب السائح فى العودة لزيارة مصر وقبل ذلك تجعل المواطن المصرى فخورا ببلده وبمطار بلده وأنه ليس أقل من دول أخرى مجاورة سبقتنا كثيرا أو أن من حق هذا المواطن أن يتمتع بخدمات متميزة كما يحدث له فى مطارات العالم المتقدم.
بل إننى لا أعتبر نفسى مبالغا لأننى أعرف حجم مأساة «7 الصبح» إذ طالبت الفريق يونس المصرى بأن يتابع هذه المشكلة بنفسه يوميا وبالتنسيق مع وزارة الداخلية الطرف الأساسى الفاعل فى المطار.. بل أكثر من هذا أكاد أقول له «ياريت تنقل مكتبك فى مطار القاهرة رغم إننى أعرف أن مكتبه لا يبعد إلا خطوات قليلة عن المطار.. ولكنى أريد متابعة يومية عن قرب لحالة المطار عنوان مصر الأول وصورتها الأولى أمام السائح التى تخلق الانطباع الأول الذى يعود به السائح إلى بلده.
إن الزيارات السريعة للمطارات على أرض الواقع ثم بعض القرارات مثل تعيين الطيار أحمد عادل رئيسا للشركة القابضة لمصر للطيران وهو من الكفاءات المحترمة بالشركة وكذلك اللواء طيار طارق فوزى رئيسا للشركة المصرية للمطارات والمهندس أحمد فوزى عبدالعظيم رئيسا لمجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوى كلها قرارات إيجابية تعطينا الأمل فى أن قطاع الطيران المدنى قادر على أن ينهض من جديد ويقدم صورة حضارية عن مصر العظيمة.. مصر المستقبل.
وأنا هنا لا أقصد بقطاع الطيران المدنى المطارات فقط ولكن الجناح الآخر والعنوان الأشهر هو الشركة الوطنية مصر للطيران.. فهذه الشركة رغم كل ما واجهته من مشاكل خاصة بعد 2011 فهى شركة مليئة بالكفاءات وتستطيع أن تنافس كبرى شركات الطيران فى العالم إذا نجحت فى تحديث أسطولها فى السنوات المقبلة وزيادته من خلال صفقة القرن التى أعلنت عنها منذ شهور.
لكن تبقى هنا علاقة المواطن بمصر للطيران بشأن أسعار الطيران الداخلى إلى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان فالجميع يشتكى من ارتفاع الأسعار لدرجة أن التذكرة السياحية إلى شرم الشيخ مثلا تتخطى 3 آلاف جنيه, أى أن أى عائلة مطلوب منها نحو 15 ألف جنيه، للسفر فقط.. هل هذا معقول؟ اعتقد أن هذا الملف يحتاج إلى كثير من الاهتمام على الأقل لتنشيط السياحة الداخلية.
أخيرا.. سيادة الفريق يونس المصرى وزير الطيران المد نى الجديد «الملفات كثيرة لكنى اعتقد أنك قادر على المواجهة والحسم والحل خاصة مشكلة «7 الصبح» فى مطار القاهرة الدولى.. فلتكن البداية وبالله التوفيق.