علميا لا يصح قياس الأغيار بمتغير ..وحينئذ يتحتم السؤال وهو..كيف نقيس التفاعل العملي الانساني.. أي.. كيف نقيس سياسة الانسان وهو أكثر شيء متغير مادي ومعنوي.. أي.. متغير في بنائه المادي وكذا في بنائيات علمه ومعارفه الثقافية وأخلاقياته السلوكية.. أي.. كيف نقيس صلاحه من فساده.. وهل نقيم القياس علي نتائج أعماله كما أقول أنا ذلك.. ولكن.. ما هو الثابت علميا الذي نقيم ونقيس به تلك النتائج أيضا؟؟
يشهد الحق سبحانه وتعالي فيقول.. "شهد الله أنه لا اله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم"..صدق الله العظيم 18آل عمران.. اذن..الثابت المتاح لنا الذي نعتمده في القياس هو.. "العلم الحق".. أي العلم الذي أحقه الله.. أي ..أهل وأولوا العلم المعطوف نسبهم وعلمهم علي الثابت الحي القيوم سبحانه وتعالي.. فهؤلاء من نسألهم ونقيس باجابتهم الفعل ونتائجه..ولذا يأمرنا الله بسؤال أهل الذكر ان كنا لانعلم ..وهكذا السبيل أيضا لاصلاح ما فسد.
بالقياس الحق النسبي ..كنت شاهدا وفاعلا عمليا في عمليات قياس واصلاح الفساد الانساني منذ عام 1967 وحتي لحظة كتابة هذه المقالة بقدر ما تعلمته وبقدر مواقع عمري العملية.. وهذا لا يعني قط تزكية نفسي الانسانية فالله هو من يزكي من يشاء الطهر والنقاء ..ولكنه يعني اتاحة حق الرأي والرؤية فقط لي"..نعم الرأي والرؤية النسبية - والرؤية الحق لله والتي بها أستطيع وأنا مطمئن أن أؤكد أن القاسم المشترك بين ثلاثية التحديات التي حددها الرئيس بخطابه بتاريخ 30 يونيو عام 2018 هو الفساد الموروث بكل صوره وأشكاله.. نعم الفساد هو المرض السرطاني فيما تواجهه مصر من تحديات آنية ومستقبلية سواء كانت أمنية أو ارهابية أو اقتصادية.. وحينئذ أري - والرؤية الحق لله - أن علاجه يكمن في ابطال فاعلية خلاياه أو القضاء عليها ثم زراعة خلايا جديدة ذات مناعه.. وهذا لا يتأتي سوي بعلم الحق ووعي رؤيته القائم علي القسط ..العدل..
معلوم أن الاستثمار الزراعي هو الأطول زمنيا بدورته الاستثمارية.. فالأقصر هو الاستثمار التجاري والأوسط هو الصناعي..وحينئذ..تتعظم استطالة الزمن حين تكون الزراعة.."زراعة انسان"..زراعة شجرة آدمية سجدت لطيب وحسن أصلها الملائكة..نعم..انها زراعة لا تصح في أي أرض.. ولا أي زمان ومناخ.. ولا تسقي بأي ماء..ولا يفلح أي فالح لوحده أن يزرعها ويرعاها.. فهل خصوبة أرض مصر هي الأصلح لها.. وهل مناخ الزمان المصري المتفرد عالميا بتميزه هو مناخ زراعتها.. وهل عيون المياه ونهر النيل المصري - أدام الله نعمته الحياتية - هم أنقي سقاية لها ..فإذا كان كل هذا ميسرا في مصر ولها وبها.. فالسؤال الأهم هو..هل بمصر - أصل الفالح الأول والأعظم - فلاحة تكاملية اجتماعية لزراعة تلك الشجرة الاستثمارية العظمي التي تبدأ بانتقاء واختيار "البذور" بعناية صادقة وفائقة ثم الحفاظ علي الأشجار الأصيلة حتي نبدأ مشوار أعظم استثمار.
من يظن أن الأسئلة السابقة مني تعني أننا نبحث عن بداية .. "زراعة الانسان المصري".. وعن زراعة أطيب شجرة انسانية بل وأحيانا آدمية في التاريخ..فقد أخطأ المعني ودلالاته ..فقد أخطأ حساب تاريخ أكثر من سبعة آلاف سنة.. وأخطأ بخيانة نسيانه ذكر وذكري عظمة الأشجار المصرية وطيب ثمارها بكل حقل قديما وحديثا وحتي الآن.. لقد قصدت متعمدا بما تساءلت عنه من مراحل زراعة انسانية الاشارة المباشرة الي حتمية وسرعة علاج ما أصاب تلك المراحل الانباتية السابقة من آفات وأمراض الفساد بكل صوره وأشكاله المهندسة سياسيا.. نعم.. المهندسة سياسيا ..داخليا وخارجيا سواء بجهالة أو بعلم والتي جميعها تبدأ وتنتهي دائما.."بالاختيار الخاطيء.. سواء المتعمد منه أو الذي تفرزه وراثية الهندسة المخططة سياسيا.. نعم.. خطأ الاختيار في تشخيص المرض وتحديد الآفة أو الميكروب أو الفيروس أوحتي الفطر.. ثم خطأ اختيار العلاج.. ثم كيفية المعالجة..الخ..والأهم في عملية العلاج .. وتأصيل الأشجار ..هو تفادي خطأ الاختيار في البذور.. التقاوي والحرص الشديد علي وقايتها من الهندسة الوراثية السياسية.. حتي لا يستديم ويتأصل المرض وشقاء الاستشفاء منه أو حتي علاجه.
الحمد لله.. أري بوضوح علمي - والرؤية الحق لله - أن كريمة القرآن مصر بخير وفي خير متصل بفضل الله وليس بذاتها القدري مرض..وما المرض الا في بعض المنتسبين لها بالاختيار الخاطيء.. والابقاء علي فاعلية تأثيرهم السالب بعدم جدية الاستشفاء منهم.. وهو الأمر الذي يحتاج الي تكاملية جماعية اجتماعية وسياسية قانونية فاعلة بحسم.."وخبرة"..لاحقاق كل ما هو حق معلوم في اطار من الرحمة والصبر.. وأعلم - والعلم والحكم لله - أن التطبيق العملي لذلك ليس بالأمر اليسير.. ولكن.. كي يكون الأمر ممكنا بيسره.. فعلي كل منا تطبيق ثلاثية الحق والرحمة والصبرعلي نفسه أولا حتي تتحقق التكاملية الجماعية الاجتماعية.. وأن يكون التطبيق علي قاعدة ثلاثية العلم والوعي الثقافي المعرفي والأخلاق الحميدة.. ومن يشذ فعلي القانون أن يقومه.. وبالله التوفيق.
والي لقاء ان شاء الله
ملاحظة هامة:
لا يقوم القسط الا باحقاق الحقوق وانعدام الغفلة عنها.. ومن الحقوق أن يرحم كبيرنا صغيرنا وهذا بمصر قائم.. وأن يوقر صغيرنا كبيرنا وهذا ما يتحتم قيامه وزراعته.