الأهرام
اشرف مفيد
كلام مفيد .. «شدة وتزول» إن شاء الله!
بينما كنت أتصفح كتاب الحكايات الشعبية فى آسيا ــ استوقفتنى حكاية تكاد تكون تصف ما نحن عليه الآن من حالة لخبطة وعدم وضوح رؤية بسبب تأثرنا بتلك المغالطات والأفكار المسمومة والدعوات الهدامة التى تخرج علينا من حين لآخر، وكأننا اصبحنا «ملطشة» لكل من هب ودب.

تقول الحكاية إن مجموعة كبيرة من الأرانب كانت تعيش حياة صعبة وقاسية بسبب تفشى حالة الغلاء فلم تعد تجد خسا ولا جزرا تأكله ولا ماء تشربه، بل ان الحياة نفسها صارت شبه مستحيلة خاصة بعد أن تراكمت فوق رؤسهم المشكلات وأشتدت الأزمات وحاصرهم الغلاء من كل جانب فقرروا التخلص من حياتهم لوضع حد لتلك المعاناة وعلى الفور توجهوا الى بركة مليئة بالمياه العفنة ليلقوا بأنفسهم فيها فقد اسودت الدنيا فى أعينهم ولم يعد أمامهم أى أمل فى الإصلاح.. وما أن اقتربوا من البركة حتى سمع أحد الأرانب صوتاً قادما من جوف البركة وكان هذا الصوت لإحدى السلاحف الضعيفة شبه الميتة وهى تقول لزميلاتها والرعب يسيطر عليها اسرعوا وابحثوا عن مكان آمن فى أى ركن من أركان البركة لنحتمى بداخله قبل أن تهجم علينا الأرانب ويفترسونا..

هنا صاح الارنب وقال لزملائه ارجعوا وتوقفوا عن قرار التخلص من الحياة البائسة.. فنحن لسنا ضعفاء فهناك من هم أضعف منا، وهناك من يخافنا ويهابنا.. هيا عودوا الى بيوتكم وتشبثوا بالحياة وبكل تأكيد سوف تتحسن احوالنا المعيشية فى يوم ما، فمازال هناك أمل فى ايام حلوة قادمة.

ما أشبه هؤلاء الأرانب بالكثير من البشر فحينما تحاصرنا المشكلات نجلس ونندب حظنا ولا نرى الا اللون الأسود، بينما هناك بصيص أمل يولد دائما من رحم الأزمات.. فإذا كنا نعانى بالفعل نقصا فى العيش فعلينا ان نتذكر أن هناك من لا يجد هذا العيش أصلا.

نحن بالفعل نعيش «شدة» ولا احد يستطيع إنكار ذلك.. ولكنها ان شاء الله شدة وتزول، وتفاءلوا بالخير تجدوه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف