الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. صفقة القرن.. حرب أعصاب!
يخطئ العرب كثيرا إذا واصلوا الرقص على أنغام ودفوف التصريحات المتضاربة والمتناقضة التى تصدر عن واشنطون وتل أبيب بشأن ما يسمى «صفقة القرن» لإنجاز عملية السلام وطبخ تسوية سياسية لأن ذلك معناه سقوط العقل العربى فى دوامة انعدام الوعى والوزن.

ومع أن ما نقرأه ونسمعه من التصريحات الأمريكية والإسرائيلية العجيبة والمتناقضة والتى تحلق بالرأى العام العربى والفلسطينى فى سماء الأمل ثم تهوى به إلى قاع اليأس ليس بالأمر الجديد إلا أن حجم وشكل وتوقيت ما نقرأه ونسمعه هذه الأيام عما يسمى «صفقة القرن» يثير علامات استفهام وشكوكا كثيرة بعضها يدعو إلى الريبة فى النيات الأمريكية والإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية وبعضها الآخر قد يكون مجرد «طق حنك» على رأى الإخوة اللبنانيين ضمن حرب أعصاب شرسة للدق على أعصاب العرب والفلسطينيين قبل العودة مجددا إلى موائد التفاوض.

والحقيقة أنه لا يجب أن نستغرب أو نتعجب مما نرى ونسمع عن صفقة القرن فى إطار جولة «كوشنر» زوج ابنة ترامب فى المنطقة من أجل تسويق هذه الصفقة المشبوهة التى تبتعد كثيرا عن مبادئ وركائز التسوية السياسية المقبولة عربيا من مبادرة قمة بيروت عام 2002 وما تتضمنه من خطوط عربية وفلسطينية حمراء لا يمكن تجاوزها.

إن علينا أن نتوقع العديد من سيناريوهات الترغيب والترهيب التى تسمح أحيانا بفتح أبواب الأمل على مصاريعها ثم سرعان ما يعقب ذلك من تكثيف لسحابات الغموض إلى حد تعتيم الرؤية تماما.

ولا أظن أنه يمكن أن يغيب عن أمتنا أن حروب التفاوض ليست فقط موازين قوى أو مجرد قدرة على طرح المستندات والحجج وإنما هذه حروب أعصاب تتطلب قوة الاستمساك بالصبر ومن يملك طول النفس وإرادة السيطرة على أعصابه يكسب فى النهاية مهما يَطُل الزمن!

خير الكلام:

<< إذا أردت تعرية الدجال لا تكشف أكاذيبه واترك هذه المسئولية للأيام وحدها!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف