كلما مررت على أى منطقة من أحياء القاهرة القديمة وبخاصة الأحياء التى تجد فيها عبق الماضى الجميل، مثل منطقة حدائق القبة، التى كانت تشتهر بأن يسكن فيها علية القوم وكبار الموظفين بالقصر الملكى.. قصر القبة قصر الملك فاروق وقبله الملك أحمد فؤاد.
وكان أبرز من عاش فيها السادات، والذى عاش فيها أيام شبابه، وكذلك منطقة الزيتون، والتى كانت منطقة فيلات يعيش فيها كبار المسئولين بالدولة، وحولها الحدائق الجميلة الخضراء، وكانت هاتان المنطقنان تحديدا تشعرانك براحة البال والهدوء النفسى، حيث تخطيط هذه الفيلات بطريقة جميلة ومنسقة، وكان يسكن فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذى دفن فى مسجد جمال عبد الناصر.
أما الآن فلا يكاد يمر يوم إلا وتجد فيلا يتم هدمها، لتحل محلها عمارة شاهقة الارتفاع، وهذا ليس ملوثا للتنسيق الحضارى والمعمارى الموجود فى هاتين المنطقتين فقط، ولكنه أيضا تدمير للبنية التحتية، وكذلك ازدحام الشوارع بالسيارات، التى أصبحت بمثابة جراجات، كما يؤثر على التحميل الزائد على شبكات الكهرباء والمياه، والتى كانت معدة لعدد معين من السكان، والذين تضاعفت أعدادهم نتيجة لإقبال الناس على شراء الوحدات السكنية فى هذه الأبراج، خصوصا بهذه الأماكن العريقة داخل مصر، والتى تمتاز بوجود العديد من الخدمات بها.
لذا يجب أن تكون هناك رقابة صارمة من قبل رؤساء الأحياء ومن قبل المحافظين للحد من هذه الظاهرة المتفاقمة يوما بعد يوم، وحتى لا تتحول مثل هذه الأماكن العريقة إلى أماكن عشوائية، وبهذا فإننا نقضى على تاريخنا العريق ونقضى على ما تبقى من جماليات، وأن يكون هدم الفيلات فى أضيق الحدود، وأن تتحول بعضها إلى مزارات سياحية.
وأطالب بأن تصبح القصور الرئاسية تابعة لوزارة الآثار أو السياحة، وأن تتحول إلى مزارات سياحية يأتى إليها السياح من جميع أنحاء العالم لزياراتها، خصوصا أننا أصحاب حضارة عريقة، وكما يحدث فى تركيا بتحويل القصور إلى مزارات سياحية تدر على دولة تركيا ملايين الدولارات سنويا.