كثر الكلام حول مفهوم الوطنية، خاصة إذا تعلق الأمر بكرة القدم. فهناك من يريدنا تفهم موقفه وهو يشجع ضد منتخب بلاده أو يتمنى خسارته، سواء لموقف شخصي من مدرب، أو مسؤول، أو إداري، أو لاعب. ومع أن المنطق يقول إن لكل شخص مواقفه وآراءه حول أي قضية تطرح، إلا أن نفس المنطق يقول إن الوطنية مرتبطة بكل ما له علاقة بتمثيل المملكة ورفع شعارها، بما في ذلك المسابقات الرياضية العالمية. ولقد حز في نفس الغيورين على بلادهم، التعليقات والتجريح والإهانات من باب الميول للأندية.
في مشاركتنا الأخيرة في المونديال، قامت الجماهير السعودية بتنظيف المدرجات قبل مغادرتها الملعب رغم خسارتنا الثانية. ومع أن هذا التصرف انعكس إيجابا لدى الكثير من المتابعين من غير السعوديين، معتبرينه سلوكا حضاريا، أشادت به صحف عالمية، وتحدث عنه إمام الجامع الكبير في موسكو في خطبة الجمعة، إلا أن هناك سعوديين اعتبروا الحديث عن هذه الخطوة الرائعة، محاولة يائسة لإشغال الناس عن نتيجة مباراة الافتتاح. والسؤال هو كيف يمكننا التعامل مع هذه العقليات!؟ فإذا كنا نعتب على المشجع العادي إن قال ذلك، فما بالنا وهناك بعض الكتاب قد غردوا بها عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي!!.
تنظيف المدرجات في المونديال، يجب أن يكون ثقافة ننقلها لملاعبنا في الدوري المحلي، ونخصص لها جائزة سنوية وشهادة تقدير، تقدم لجماهير النادي الملتزمة بتنظيف مدرجاتها. بل ليتها تكون معيارا للمفاضلة عندما يتعادل فريقان في النقاط والأهداف.
من الضروري نقل هذه الثقافة من المدرجات إلى المدارس، وتخصيص الربع ساعة الأخير من اليوم الدراسي في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، لتنظيف الطلاب فصولهم، وتمييز الفصل الأنظف من كل شهر. وليس في ذلك انتقاص من مكانة أو كرامة طلابنا وطالباتنا.
علموا صغاركم أهمية تنظيف المكان قبل مغادرته، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر.. ولكم تحياتي