في زيارة لمقر هيئة الأوقاف بالدقي مع اثنين من الزملاء الصحفيين.. ورغم تقدير المهندس الفاضل رئيس الهيئة لمهمتنا إلا أن هناك عدة مفاجآت استفزتني وآثارت عدة تساؤلات تتطلب إجابات محددة أولي هذه المفاجآت التي استوقفتني منذ أن وطأت قدماي قصر الهيئة تتمثل في أن المصاعد معطلة. فكيف يتمكن المترددون علي الهيئة من كبار السن وغيرهم من إنجاز أعمالهم. ثاني هذه المفاجآت أن أجهزة التكييف هي الأخري لا تعمل وسط هذه الأجواء ذات الحرارة المرتفعة جداً في هذه الأيام من أشهر الصيف. ثالث هذه المفاجآت أن الملفات الخاصة بالعقارات التي تمتلكها الهيئة يجري حفظها بطريقة بدائية تستدعي الانتباه لأي قادم لمواقع حفظ هذه المستندات بالإضافة إلي أنها لا تتناسب مع مكانة هذه الهيئة التي تمتلك العديد من العقارات وأراضي الأوقاف ولا تتواءم مع تطور حفظ المستندات في عصر التكنولوجيا. وناهيك بصورة أكثر استياء أن المقاعد والكراسي أصبحت متهالكة فقد اختفي كل مكونات التنجيد وظهرت الأخشاب لتؤكد مدي الإهمال الذي أصاب قطاعات كبيرة من مؤسساتنا الوطنية.
حقيقة لقد كنت أتردد علي هذه الهيئة منذ أكثر من 10 سنوات فقد كانت تبدو أكثر نشاطاً وحضارة ولم أر هذه الصورة التي لا تليق وتشوه أي جهد للإصلاح. والتساؤلات التي تدق الرؤوس بعنف يتصدرها أين إمكانيات هيئة الأوقاف الهائلة؟!.. ولماذا لم تمتد يد الرعاية والاهتمام لكي يتمكن العاملون من ممارسة أنشطتهم اليومية بلا معوقات وكذلك لكي تبدو الصورة أكثر إشراقاً لكل المترددين علي الهيئة لسداد أقساط شقق الإسكان بالعمارات التي تمتلكها الهيئة أو غير ذلك من الشئون المتعلقة بالأراضي أو الممتلكات الأخري التي تركها أهل الخيرات وفقاً لأعمال البر والمشروعات الأخري التي تري الهيئة باعتبارها وكيلة أهل الخيرات لإدارة الأراضي أو الممتلكات التي تركها هؤلاء الواقفون ثم أين مهام وأنشطة المسئولين بهذه الهيئة لإدارة تلك الأوقاف والسعي بكل همة لتلافي المعوقات التي تشوه الصورة وتسيء إلي القائمين علي شئونها.. ثم أين أنشطة وهمة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وتحركاته التي تشمل كل الهيئات والإدارات التابعة لتلك الوزارة وهل يرضيه تلك الصور التي أشرت إليها وتلك الحالة التي وصلت إليها في مقر الهيئة بالدقي؟!
اعتقد أن الدكتور الوزير لا يرضيه بأي حال من الأحوال أن تكون إحدي الهيئات التابعة لوزارته تعاني كل هذا الأهمال وتلك الحالة السيئة التي وصلت إليها. الآمال تحدونا في أن السيد الوزير سوف يتخذ كافة الإجراءات حتي تتمكن هذه الإدارات من أداء أعمالها في كل شئون الأوقاف بكفاءة واقتدار بعيداً عن الاجراءات الروتينية التي تعطل المسيرة.. ولاشك أن حبنا وغيرتنا علي كل قطاعات وهيئات الأوقاف لكي تبدو في ابهي صورها هي التي دفعتنا لطرح تلك الحقائق.. وفي انتظار تحركات السيد الوزير والمسئولين بكافة تلك الإدارات!!