صورة محمد صلاح التي نشرها علي حسابه علي تويتر وهو مسترخ ويقرأ كتاب "فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف" للمؤلف والمدون الأمريكي مارك مانسون. كانت كافية للتأكيد أنه ليس مجرد قدمين قويتين لاحراز الأهداف.. الرسالة وصلت من صلاح لجمهوره.. الكتاب عن الشغف والعمل. عن السعادة والمعاناة. عن الرضا بالمقسوم والثراء. عن حياة يجب أن يقطعها الإنسان بكل ما فيها. ثم يموت. حسب النهاية التي يصل لها مانسون.
صلاح يبدو في الصورة أيقونة عالمية. رمزا جديدا للشباب في المنطقة وفي أوروبا. فلم لا يقرأ ونحن أمام جيل يقرأ بشراهة. ويتحدث بسرعة. ويخطيء بفداحة. ويسرق الكبار منه كل شيء من الفرحة إلي الحلم.
هل كانت الصورة مخططة ومدبرة؟! يقسم لي قارئ عتيد للكتب ومن جيل الخمسينيات بالقرن الماضي أنه لا يرتاح للصورة ولا لصلاح. وأن كثيراً من الافتعال يحيط به.. ابتسم له بأدب وأضحك في سري.
هل القراءة مضيعة للوقت؟! يكتب معد تليفزيوني. يقدم نفسه علي أنه روائي. علي حسابه بالفيس بوك مطالبا صلاح بالتفرغ للتدريب ولعب الكرة لأنها مهمته الأساسية. ناشرا صورته وهو يقرأ.. ياللهول من قال ان لاعب الكرة لا يقرأ. وان القراءة مضيعة للوقت.. القراءة رحلة للبحث عن انسانيتك.
لم تمر دقائق علي نشر صورة صلاح حتي نشرت مكتبة شهيرة عن توافر الكتاب الذي يقرأه لديها. مع تخفيضات.. لاشك أن الكتاب سيكون الأكثر مبيعا خلال الأيام المقبلة في مصر. وستظهر منه طبعات شعبية علي الأرصفة.. الكل يكسب ويتكسب. والرزق يحب الخفية.
بالنسبة لي لا تهمني الأطعمة التي يتناولها صلاح ولا ما يقرأه ولا عدد ساعات نومه ولا تبرعاته للفقراء.. تهمني الأهداف التي يحرزها.. وأي حديث خلاف ذلك اعتبروه ترويجا لسلعة فقط لا غير.
الصورة بالنسبة لي كانت ملهمة توقفت عندها كثيرا مع ردود الفعل المتباينة ما بين المؤامرة إلي التجارة.. فجرت لي تساؤلا كبيرا.. الإجابة عليه ستغضب الكثيرين: لماذا يتحول لاعب كرة إلي رمز يحرك مائة مليون؟!