الجمهورية
كرم عطا الطويل
مازالت الأوجاع في الشارع المصري
مانشيت علي صفحات "الحوادث" بالصحف نشر يوم 2 يوليو الحالي ونصه: "تحرير 36 ألف مخالفة مرورية في حملات علي الطرق" أعادني هذا الخبر إلي ذكر ما يعانيه الشارع المصري من أوجاع.
* مازال الشارع المصري يئن ويشكو ولا من مجيب ويستغيث ولا من مغيث ويصرخ ولا حياة لمن تنادي. تكاثرت أوجاعه وتنوعت مساوئه وتعددت مشاكله وتضخمت آلامه وتكالبت عليه عناصر الشر المتمثلة في الفوضي والجهل والتخلف والإهمال والفساد والإفساد والمتاجرة بالأديان.
ظلت تلك العناصر تتمدد وتتصاعد بشكل مخيف ينذر بأسوأ العواقب وكل عنصر يخدم العناصر الأخري في غياب كامل لهراوة القانون سواء أكان هذا الغياب متعمداً أو غير متعمد. وعلي سبيل المثال وليس الحصر امبراطورية الميكروباص تلتهم كل يوم مساحات جديدة من منظومة القيم والأعراف والقوانين وانضمت إليها رعونة التكاتك وطيشها لتزيد الطن بلة والأنكي أن من يقودونها صبية دونما حسيب أو رقيب. بعض هؤلاء الصبية - في نهاية المطاف - التلاميذ الأكفاء في مدرسة البلطجة ناهيك عن تبادل الألفاظ التي يحفل بها قاموس "قلة الأدب" بين سائق وزميله الذي يسابقه مع تبادل لفائف السجائر المحشوة بكافة ألوان المخدرات ومن الطبيعي - نهاية الأمر - أن يفسح لهم ملحق "دموع الندم" صفحاته العديدة لنتجرع بلاويهم وجرائمهم وما اقترفت أياديهم القذرة من رذائل وفسق وفجور.. من هنا فإن نزيف الأسفلت مازال ينهمر كالسيل الجارف حتي تبوأت مصر المركز الأول عالمياً في حوادث الطرق. وما يدمي القلوب ملف "أطفال الشوارع" ولا ريب أن طفل الشارع اليوم هو مجرم كبير مستقبلاً.. هذا ما أكده المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية منذ عام 1995.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف