الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات .. فوائد سرقة البنوك!
يبدو أن كل ما هو أمريكى لن يقل غرابة عن مفاجآت هوليوود، حيث يحكى أن لصوصا اقتحموا بنكا كبيرا بنيويورك، وطالبوا الموظفين بلهجة آمرة بالاستلقاء على الأرض حفاظا على حياتهم، وأبلغوهم بأن المال ملك الدولة فلا داعى للمقاومة، وهنا يبدأ مفهوم الرضوخ للأمر الواقع.

وتقول القصة التى أرسلها صديقى وهى بالطبع متداولة على السوشيال ميديا، إن عملية السطو انتهت ورأى أصغر اللصوص وكان يحمل شهادة جامعية أن يحصوا الأموال المسروقة، ولكن زعيمهم صاحب التعليم الابتدائى نهره ووصفه بالغباء، وأبلغه بأن الأموال المسروقة ضخمة، وتأخذ وقتا طويلا والأهم أنهم سيعرفون كم سرقوا من نشرات الأنباء. ولنطلق على توجيهات زعيم العصابة مفهوم الخبرة، لأن اللص المتعلم افتقر الحنكة التى اكتسبها زعيمهم بسرقاته الكثيرة.

وتتواصل عملية السطو لتحاول موظفة لعوب إغراء أحد اللصوص، فعرت ساقيها، فغضب منها ونهرها قائلا: هذه عملية سطو وليست اغتصاب!، لنخرج هنا بمفهوم التركيز على الهدف. انتهت العملية وغادر اللصوص البنك وأمر المدير مساعده بإبلاغ الشرطة، ولكن المساعد طلب من مديره التريث قليلا حتى يأخذا مبلغا كبيرا ويحتفظا به لأنفسهما وإضافته الى ما سبق اختلاسه، ويستقر هنا مفهوم السباحة مع التيار، وتحويل الوضع لصالحك واقتناص الفرصة. وفرح مدير البنك بنصيحة مساعده وتمنى أن يتعرض البنك لعملية سطو كل شهر حتى تتضاعف غنائمه، ليكرس مفهوم التمادي. ثم فوجئ اللصوص بعد ساعات من نشرات الأخبار بأن المبلغ المسروق 100 مليون دولار، فقاموا بعد المبلغ أكثر من مرة ليجدوه 20 مليونا فقط، فغضبوا جدا، لأنهم خاطروا بحياتهم من أجل مبلغ زهيد مقابل 80 مليونا لمدير البنك دون أن تتسخ ملابسه، لنكرس هنا مفهوم المعرفة تساوى قيمتها ذهبا.

وربما تنطبق قصة السطو مع ما كتبه شاعرنا الكبير الراحل سيد حجاب:«زمان يطحن الناس الغلابة. ويحيا اللص محترما مهابا، فكن لصا إذن أو عش حمارا، وكل (مشا) إذن أوكل كبابا ودوس على الناس أو تنداس.. أو حتى تصير لنعل جزمتهم ترابا».

فأمامنا إذن أكثر من مفهوم، وعلينا الاختيار، ولكن لنكن على يقين بأن الله يراقبنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف